www.tasneem-lb.net

الإمام الخامنئي

ولائي - من كلمة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج |1|

أشهر معلومات
من كلمة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج

|1|

 

إنّ لفريضة الحجّ عدّة مستويات وأبعاد وهي فريضة حافلة بالمضامين، فللحجّ في شقّه المعنويّ كما في شقّه الماديّ أبعاد مختلفة، بيد أنّ هناك نقطتين هما من النقاط البارزة في الحجّ باعتقاد هذا العبد، إحداهما ترتبط بداخل الإنسان وباطن الإنسان، وروح الإنسان التي منها يولد العلم والمعرفة والعزم، والأخرى ترتبط بالحياة الاجتماعيّة.
أمّا النقطة التي ترتبط بداخل الإنسان، وباطنه، وتربيته، وبتعزيز العزيمة والإرادة الصحيحة فيه فهي مسألة الذكر، فالذكر في الحجّ عنصر بالغ الأهميّة، لكم أن تلاحظوا الحجّ من أوّله إلى آخره، بدءاً من الإحرام ومقدّماته، إلى أداء العمرة، إلى إحرام الحجّ، وما يلي ذلك من الوقوف وسائر أعمال الحجّ الأخرى، ستجدون سائر أجزاء الحجّ مليئة بالأذكار وذكر الله.
لذا جاء الأمر بالذكر في الحجّ في مواضع متعدّدة من القرآن الكريم، الآيات التي قاموا بتلاوتها، ومن جملتها هذه الآيات: {فَإِذا أَفَضتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذكُرُوا اللهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرامِ} (البقرة، 198)، {وَاذكُرُوا اللهَ فِي أيَّامٍ مَعْدُوداتٍ} (البقرة، 203)، {فَاذكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُم} (البقرة، 200)، {فاذكُرُوا اسمَ اللهِ عَلَيها صَوَافَّ} (الحجّ، 36)؛ كلُّها ذكرٌ، الحجّ بأسره ذكر، سواء في الطواف، أو في السَّعي أو في صلاة الطواف، أو في الوقوف في عرفات، أو في المشعر، أو في أعمال مِنى. فالحجُّ بأسره ذكرٌ، وتوجُّه إلى الله. وهذا الذِّكر هو منشأ الحياة، وهنا تكمن أهميَّته. فإذا ما كان ذكر الله في قلوبنا، وظلّلت خشية الله هذه القلوب على أثر ذكره، وجدنا أثر ذلك في حركتنا في الحياة، في إرادتنا، في عزيمتنا، في قراراتنا الكُبرى. إنّ الشعب الذي تنتظره أعمال كبيرة وأساسيّة، لا بدّ لكلّ فرد فيه أن يأنس بذكر الله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد