أشهر المعلومات
من كلمة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج
|6|
إنَّ النبي إبراهيم (عليه السلام) هو من بين الأنبياء ذوي القلوب الرحيمة. فلم يكن الأنبياء من حيث السِّمات الأخلاقية كلُّهم على شاكلة واحدة.
[كان] النبيّ إبراهيم (عليه السلام) ذا قلب رحيم جداً؛ مثلاً حينما يريد الملائكة أن يذهبوا لتعذيب قوم لوط (عليه السلام)، كان النبيّ إبراهيم (عليه السلام) يجادلهم ليرحموهم. {يُجادِلُنا في قَومِ لُوط} (هود، 74)؛ أي إنَّه يريد أنْ يتوسَّط عند ملائكة الله، وأنْ يشفع في قوم لوط (عليه السلام) ليرحموهم؛ هذا ما كان عليه النبيّ إبراهيم (عليه السلام) – كان الوضع لدى بعض الأنبياء الآخرين بنحو آخر، لكنّي الآن أريد الحديث عن النبيّ إبراهيم عليه السلام – أو [يقول] في هذه الآية الشريفة من سورة إبراهيم: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنَّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (إبراهيم، 36)؛ لم يطلب من الله تعالى لمن عصاه أن يصلحه، أو يهديه أو يعذبه، بل قال: {فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحيمٌ}؛ تجاوز عنهم أيضاً، واغفر لهم؛ هذا هو القلب الرحيم والرؤوف الذي يملكه النبيّ إبراهيم (عليه السلام). بعد الآيات التي تناولت في سورة الممتحنة قصّة النبيّ إبراهيم عليه السلام، جاءت هذه الآيات التي ترتبط أيضاً بالنبيّ إبراهيم (عليه السلام) : {لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلوكُم في الدِّينِ وَلَم يُخرِجُوكُم مِن دِيارِكُم أن تَبَرُّوهُم وتُقسِطُوا إِلَيهِم إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسِطِين} (الممتحنة، 8)؛ لتتحدّث عن غير المسلمين الذي لا يحاربون المسلمين ولا يؤذوهم، وأنّ للمسلمين أن يبرّوهم ويقسطوا إليهم، فشخصيّة [النبيّ] إبراهيم (عليه السلام) هي هذه الشخصيّة؛ يتصرّف مع العاصي بهذا النحو، مع غير المسلم بذاك النحو.