أشهر المعلومات
من كلمة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج
|7|
كيف يتصرّف [النبيّ] إبراهيم (عليه السلام) ذاته مع جماعة أخرى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (الممتحنة، 4).
انظروا، كيف يتصرّف مع جماعة أخرى – جماعة الأعداء المحاربين –! النبيّ إبراهيم (عليه السلام) نفسه، ذلك النبيّ الرحيم والرؤوف والودود، الذي كان يشفع لقوم لوط (عليه السلام)، ويستغفر للعاصين، ويرى وجوب الإحسان إلى الكفّار غير المحاربين، إبراهيم هذا نفسه يقف في موضع معيّن بهذا الثبات، ويعلن البراءة: {إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ}؛ إنّا نبرأ منكم، {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ}، (الممتحنة، 4) بيننا وبينكم عداوة جليّة، نحن أعداء لكم صراحة ونعاديكم علانيّة.
مَن هم هؤلاء الذين نعاديهم؟ إنّهم أولئك المحاربون. ثمّ في نفس الآية من سورة الممتحنة، في تتمّة الآية التي قرأتها آنفاً – التي تتعلّق أيضاً بالفضاء الذهنيّ للنبيّ إبراهيم (عليه السلام) – يقول: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} (الممتحنة، 9).
أولئك الذين يقتلونكم ويحاربونكم، ويطردونكم من بيوتكم ودياركم، أو يساعدون مَن طردكم من بيوتكم ودياركم؛ للكم الحقّ في إقامة علاقات وديّة معهم أو أن تمدّوا إليهم يد الصداقة. لا يحقّ لكم! فلا بدّ أن تعادوا هؤلاء. وهذا هو قول النبيّ إبراهيم (عليه السلام): {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ}.