قرآننا
نطاق الهداية القرآنية
|2|
كلّ مساحة لحياة الإنسان هي نطاق لهداية «القرآن».
.. إلى قضية المجتمعات الإنسانيّة وإدارة المجتمعات البشريّة والإنسانية وإقامة العدالة والسلوكات الإدارية لإدارة المجتمعات الإنسانيّة، وصدّ مختلف الأعداء - الأعداء الباطنيين والظاهريين، أعداء الإنس وأعداء الجن - بالنضال والجهاد، أو حلّ العداوات - {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}- كل هذه المجالات هي مورد الهداية القرآنيّة.
إلى الأخلاق، إلى الأسرة، [مثل:] {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، أو: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾، أو تربية الأبناء وأمثال ذلك،
إلى مسألة الطمأنينة والسكينة الروحيّة؛ السكينة والطمأنينة النفسيّة للإنسان هي من أهم حاجات الإنسان: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، وإخماد الاضطرابات الداخلية التي تواجه الإنسان في أحداث الحياة، إلى التوصية بعلم ومعرفة الطبيعة؛ {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، أي يجب أن يتحرّك الإنسان نحو العلم، نحو المعرفة، نحو اكتشاف حقائق الطبيعة وحقائق عالم الوجود،
إلى السلوك الفردي للإنسان؛ {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، أو {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}.. وما إلى ذلك، فمجالات الحياة جميعها لها درس وهداية في القرآن.
إنّ القرآن يُشرف على جوانب الحياة للإنسان كافة، ولديه إرشاد وهداية لها، وفيه دروس لكل جزء من حياة الإنسان، وهذه العناوين المهمّة التي ذكرت للتو بعضها، وهناك مواضيع أخرى مهمّة أيضًا، كلها مذكورة في القرآن، وكم غافل من يظن أن القرآن ينأى عن الحياة والسياسة والاقتصاد والحكومة! لا؛ الجزء الأساسيّ من القرآن يدور حول هذه القضايا الاجتماعية للحياة.
الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في خطاب النوروز الموجّه إلى الشعب الإيراني في 21/3/2021.