www.tasneem-lb.net

الإمام الخامنئي

ولائي - نطاق الهداية القرآنية |6|

قرآننا

نطاق الهداية القرآنية 

|6|

 

لزوم التدبّر لفهم معارف «القرآن»

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. آل عمران/١٤٣

التعبير في القرآن ليس مثل التعبير في الكتب البشرية التي تقسّم الفصول والمواضيع. لا!

الله - تعالى - في القرآن يَسْكُب أحياناً بكلمة واحدة، بتلميح، بحرًا من المعرفة نحو الإنسان، فإذا تدبّرنا، إذا فكّرنا، إذا قِسْنا الأبعاد، إذا استخدمنا الحكمة البشريّة لفهمها، أحيانًا يحصل الإنسان على معرفة مذهلة من كلمة واحدة.

أو افترضوا أنه أثناء سرد حكاية يرويها القرآن، قصيرة أو طويلة، عن الأنبياء أو غيرهم - يوجد عدد من قصص الأسبقين في القرآن - يعلّمنا بها شيئًا ما ونستفيد منه، افترضوا على سبيل المثال، عبر حوار بين شخصين، أو أن حدثًا معيّنًا قد وقع، وهناك كلام على هذا الحدث في القرآن، لكن هذا الكلام، رغم ارتباطه بحدث ما، لا يقتصر عليه، وهو كلام عمومي، والآن [لو] أُعطِي مثلاً، فثمة هذه الآية الشريفة من سورة «آل عمران»: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

حسنًا، هذا يتعلّق بقصةٍ ما بعد معركة أُحُد. بعدما عاد المسلمون من غزوة أُحُد غير موفّقين، جرحى، متعبين، منهكين، مقدّمين الشهداء، وعادوا منكوبين، ذاع من المنافقين بين الناس أنكم جالسون هنا، لكن الأعداء هناك جاهزون، تجمعوا في مكان ما بالقرب من المدينة (المنورة) وسوف يهجمون قريبًا ويُذيقونكم الويل. قال النبي (صلّى الله عليه وآله): فليأتِ اليوم من جُرحوا في واقعة أُحُد فقط. ذهبوا ليلاً وهزموا تلك المجموعة وعادوا. {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}؛ كان المنافقون ينشرون إشاعات تقول: نعم، لقد قُضيَ عليكم، وإنهم يفعلون ضدكم كذا وكذا، ثم ذهب هؤلاء وأنهوا الأمر وعادوا؛ {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

حسنًا، فهذه قضية، وهي تنتمي إلى حدث معيّن لكنها ليست خاصة بذلك الزمان؛ إنها اليوم موجودة، وكانت في جميع الأزمنة أيضًا.

الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في خطاب النوروز الموجّه إلى الشعب الإيراني في 21/3/2021


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد