قرآننا
والله متم نوره
|2|
وقد تعهد الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وفي غيرها من الآيات، تعهد أن يُتم نوره، وضمن أن يحفظ نوره، أن يحفظ انتشار هذا النور وأن يُتمه، وفي هذا وعد إلهي، وفي هذا إخبارٌ غَيبيٌ مُعجزٌ منذ أكثر من 1400 سنة، إخبارٌ غَيبيٌ مُعجزٌ يُضاف إلى معجزات القرآن ومعجزات رسول الله محمد(صلّى الله عليه وآله)، لأنه يتحدّث عن المستقبل بشكل حاسم.
عندما نعود أيّها الإخوة والأخوات قليلًا إلى الآيات، الله تعالى في المكانيين يقول: يريدون ليطفئوا أو أن يُطئفوا، يريدون يدل على الإستمرار كما حصل مع الأنبياء السابقين، كل الذين وقفوا في وجه الأنبياء السابقين كانوا يريدون ليطفئوا نور الله، والذين وقفوا في وجه محمد(صلّى الله عليه وآله)، وهذه الإرادة مستمّرة لدى أتباع الشيطان، لدى أعداء الله عزّ وجلّ، لدى المضلّين والمنحرفين إلى قيام الساعة.
يُريدون هذا التعبير يدلّ على استمرار هذا التّحدّي وهذا التّهديد وهذه المواجهة.
هم يُريدون أن يطفئوا نور الله ليضلّوا الناس ويُغرقوهم في الظلام، في الضلال، في التيه، لينحرفوا بهم عن طريق الإنسانيّة، عن طريق الفطرة البشريّة الطبيعيّة، عن مقام وكرمنا بني آدم لينحطوا إلى مستوى الحيوانات، أليس هذا ما يحصل الآن وحصل كثيرًا في التاريخ؟
ولكن اليوم في ظل الحضارة الحديثة في أميركا، في الغرب، عندما تُحمل الرايات لترويج الشذوذ الجنسي، وعندما تبدأ ظاهرة الكلاب البشرية، الأبقار البشرية، الخنازير البشرية، الله والأنبياء أرادوا للإنسان أن يكون في أعلى عليين، في مقام شامخ ، في مقام الكرامة الإلهية، وهؤلاء يُريدون للإنسان أن يُصبح كلبًا أو بقرةً أو خنزيرًا، أن ينحطوا بالإنسان إلى أسفل السافلين، أليست هذه هي الحرب على نور الله عزّ وجلّ؟
السيد حسن نصر الله في خطاب أسبوع الوحدة الإسلاميّة ٢/١٠/٢٠٢٣