قرآننا
والله متم نوره
|4|
أيّها الإخوة والأخوات، حقًا في مواجهة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، هؤلاء من البداية خاضوا حربًا إعلاميّة شرسةً وحربًا ناعمةً خطيرةً على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلى دعوته ورسالته ودينه وكلماته، طبعًا لأنّه كان يعوزهم المنطق، كانوا يذهبون مباشرة إلى ما يفعلونه الآن، إلى الشتائم إلى الاتهام إلى التشويه، من أجل إبعاد الناس عن هذا الرسول، عن كلماته، عن خطابه، عن دينه، عن رسالته، فقالوا عنه ساحر وقالوا عنه كذاب، و40 سنة لم يُحصوا عليه كذبةً واحدة، وقالوا عنه مجنون، وقالوا عنه أنه يسرق الكلمات من بعض علماء أهل الكتاب، وقالوا عنه أنه تلبّسه الجن ويُوحى إليه من الجن، وقالوا أنه يسعى من أجل السلطة ويسعى من أجل جمع المال، ولذلك اخطأوا عندما عرضوا عليه أن يجعلوه ملكًا عليهم أو يجعلوه أغناهم، وأكملوا بهذا الطريق.
بطبيعة الحال عندما يُشار إلى الحرب الإعلاميّة والحرب الناعمة، هذا لا يعني أن تقف الحروب الأخرى، لا.. وإنّما إشارة الآية إلى الحرب الأخطر، إلى الوسيلة الأخطر، وإلا القتل والتهجير والتشريد، وفرض الحروب، كما حصل على المسلمين الأوائل على رسول الله وصحابة رسول الله وأهل بيته رسول الله على مدى 23 سنة من البعثة النبوية الشريفة.
لكن لا شك أنّ حرب اللّسان، أن الحرب الإعلاميّة، حرب الأفواه، كانت أشد وأقسى وآلم، وهذا استمر إلى الآن ومستمر إلى الآن، الإتهام، التشويه، الإتهام بالنوايا، الإتهام بالسلوك، الإتهام بالنظرة إلى الأهداف.
السيد حسن نصر الله في خطاب أسبوع الوحدة الإسلاميّة ٢/١٠/٢٠٢٣