قرآننا
والله متم نوره
|8|
في وصية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".
في هذه الجمل القليلة من رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، ثلاثة إخبارات غيبيّة، وهي قائمة واليوم متحقّقة، وسوف تتحقّق إلى يوم القيامة،
١. الإخبار الأول: أن كتاب الله باقٍ إلى يوم القيامة، وإلّا كيف يدعو محمد(صلّى الله عليه وآله) كل الأجيال في وصيته إلى التمسّك بكتاب الله، إن كان هذا الكتاب سيزول ويُحرّف ويُمزّق ويُهجر ويُنسى.
٢. الإخبار الثاني: في الإخبار الغيبيّ النبويّ هو العترة، كثيرٌ من كتّاب المسلمين سنّة وشيعة، عندما يتحدّثون عن ما حصل على أهل بيت رسول الله يقولون: هذه موجودة بالأدبيات، لم يتعرّض أهل بيتٍ في التاريخ كما تعرض عترة النبي (صلّى الله عليه وآله)، إلى القتل والسجن والتشريد، اليوم تَرون على إمتداد العالم الإسلامي تجدون قبور لهؤلاء الذرية، أولاد الأئمّة، أحفاد الأئمّة، أحفاد النّبي، مثلاً الإخوان في إيران يقولون له إمام زاده، تصل إلى باكستان والهند وأفريقيا، شُرّد بهم، ولكن حفظهم الله، وما زالت ذريّة رسول الله وعترة رسول الله باقية الى اليوم، وستبقى إلى قيام الساعة.
٣. الإخبار الثالث: هو "أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"، حيث هناك كتاب الله وهناك عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، والله تعّهد بأن يتمّ نوره، ونحن نعتقد أن الله سيتم نوره الكامل والمطلق في آخر الزمان تطبيقًا وتحقيقًا عندما تُمتلىء الأرض قسطًا وعدلًا وتوحيدًا وعبادةً لله وحده، على يدي حفيد محمد (صلّى الله عليه وآله) من وُلد فاطمة المهدي المنتظر (عليهما السلام) والسيد المسيح عيسى إبن مريم(عليهما السلام)،
هذا وعدٌ إلهي سيتحقّق، ولذلك نحن المؤمنين بكلمات الله وأحاديث وإخبارات رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ننظر إلى المستقبل بأمل بل بما هو أعلى من الأمل، باليقين، يقين مستقبل البشريّة، وكل ما تُعانيه البشريّة اليوم هي مراحل لا بدّ منها في هذا الصراع حتى تُصبح لائقةً ومؤهلةً ومناسبةً لذلك الوعد الإلهي عندما يتمّ الله سبّحانه وتعالى نوره.
..يتبع
السيد حسن نصر الله في خطاب أسبوع الوحدة الإسلاميّة ٢/١٠/٢٠٢٣