أسرار الصوم |1|
أسرار الصوم
|1|
إن المؤمن إذا اكتشف ملكوت الشيء من الطبيعي أن يزدادتفاعله بذلك الأمر.
فمال العبادات -كالصلاة والصيام والحج- كل منها لها ظاهروباطن. وله ملكوت خاص به.
ولكن! المشكلة أننا محجوبون عن ملكوت العبادة!
فعلينا أن نتلمس ذلك الملكوت، ويمكن ذلك إما عن طريقالتأمل!
أو بمراجعة النصوص الشرعية الواردة من الكتاب والسنة!
وعندما نراجع النصوص المباركة بالنسبة للصيام، نلاحظ أنها تفيد أن هنالك بُعد آخرللصيام، وإن هذا البعد لا يُرى بالعين المجردة، ولكن يأتي النبي (صلوات الله عليهوآله) وكذلك الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ليبينوا هذا الملكوت! قال الصادق(عليه السلام):
"منصام لله عزّ وجلّ يوماً في شدّة الحرّ فأصابه ظمأ وكّل الله به ألف ملك يمسحونوجهه ويبشّرونه حتّى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ له: ما أطيب ريحك وروحك. ملائكتي اشهدوا أنّي قد غفرت له" الكافي، ج4، ص 64.
وملكوت الصوم: عبارة عن الترقي من الكف المادي عن الطعاموالمفطرات إلى الكف النفسي.
فالإنسان إذا أراد أن يعلم قبول أعماله: صوماً، أو حجاً، أوعمرة، فلينظر إلى شهيته النفسية! فإن وجد في نفسه عزوفاً عن الحرام، وكرهاً للحرام كرهاً طبيعياً، بلا حث، وبلاتخويف، وبلا وعد ووعيد، فليعلم أنه على خير!
ونحن من خلال هذه السلسلة إن شاء الله تعالى، سنحاول أن نصلإلى معنى إجمالي لأسرار الصيام ولحقيقة الملكوت الذي أراه الله عز وجل إبراهيمالخليل (عليه السلام) : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}الأنعام/75 ، هو الذي ينبغي أن يرينا،وأي شهر وأية ليلة، أفضل من هذه الليالي والأيام، لنصل إلى ملكوت العبادات: صلاةً،وصوماً، وقراءةً لكتاب الله عز وجل.
ليكن هذا الشهر خير رمضان مر علينا؟!
فعلى بركة الله تعالى
فليتسابق المتسابقون
وليفز الفائزون