أسرار الصوم |3|
أسرار الصوم
|3|
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَعَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ}،
من الملاحظ من خلال الآية: أن القرآن الكريم ذكر الصوم،وجعل ثمرة الصوم التقوى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. وكلمة {لَعَلَّ} تدل على عدمالقطع، أي أن الأمر قد يحصل، وقد لا يحصل.. فالصيام إذا لم يقترن بالأمور الأخرى،فإنه قد لا يثمر التقوى.
كما هو الملاحظ عند الكثيرين عندما ينتهي الشهر،فإنهم يعودون إلى ما كانوا عليه من المعاصي.
أي أن الصوم هو مقتضي لعملية التقوى مع انتفاء الموانع..ومن الموانع: مسألة الإرادة.. الذي لا إرادة له، فقد يتلو القرآن بخشوع لفظي،وفكري، وقلبي، ولكن في مقام العمل عندما يريد أن يعمل بقوله تعالى: {قُللِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، تراهيتقاعس، وعندما تقول له: لمَ ترتكب هذا الحرام؟.. يقول -بكلمة واحدة-: ليس الأمربيدي!
فإذن، عمدة مفطرات الصائم يتعلق: بشهوة الجنس،وشهوة الطعام والشراب، والذي يسيطر على رغباته التي ألفها طوال العام، بلا شك فإنالمحصلة -من عملية الكف هذه- تنفعه في كل مجالات الحياة.
نعم من أحد أسرار الصيام وأهمها التقوى
وتقول بعض الروايات: ما الصيام إلا لكي تذهب الطراوةوالنشاط والحيوية التي حصل عليها الإنسان في غير شهر الصيام (رمضان) لأنه نشاطكاذب، وعندما يصوم الإنسان وتحدث بينه وبين الصيام علاقة، يصل بالتدريج إلى باطنالصيام، فباطن الصيام يقرب من الله تعالى.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن الله تبارك وتعالى يقول:
"الصوملي وأنا أجزي عليه". الكافي/ج4/ص63.
وهذا التعبير خاص بالصيام فقط ولم يأت لبقية العبادات يتدرجالإنسان في صيامه من الدرجة الدنيا في معرفته للأسرار إلى الدرجة العليا التي هيلقاء الحق سبحانه.
وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى:"واستعينوا بالصبر"
قال: "الصبر الصيام". الكافي/ج4/ص63 .