أسرار الصوم |4|
أسرار الصوم
|4|
ذكرنا بأنه لكل عبادة ظاهر وباطن، فالأحكام الواجبةوالمستحبة تعيّن الشكل الظاهري لهذه العبادة، أما الإرادة والنيّة فهما يعيّنانباطن هذه العبادة، والقرآن الكريم يدعونا إلى ظاهر العبادة، ويعرّفنا أسرارالعبادات.
ففي خصوص الصيام يعرّفنا أصله وشهره وساعاته وبدايتهوخاتمه، وكل خصوصيات هذا الشهر المبارك.
قال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) -(البقرة: 185)- فإذاًمن شاهد هلال شهر رمضان فعليه أن يصوم.
ويقول تعالى: (أتموا الصيام إلى الليل) -(البقرة: 187)-
فيكون الليل ختام الصوم.
ويقول تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسودمن الفجر) -(البقرة: 185 ـ 187)-
ويكون بدء الصيام من طلوع الفجر الصادق.
الصوم يعلّمنا العبودية المطلقة لله والدقة في العمل.
فإن من يتأمل في هذه الفريضة العظيمة يجد أنها تنمّي فيالإنسان الدّقة في أداء العمل مما ينعكس بدوره على العبودية المطلقة لله، فنجد أنالصوم يبدأ بطلوع الفجر وينتهي بغروب الشمس (غياب الحمرة المشرقية)، ولكي يتأكدالصائم من ذلك يلزم عليه أن يمسك قبل الفجر بقليل وبعد الغروب بقليل ليتأكد منوقوع الصوم في هذا الوقت.
كما أن ذلك يعلّمنا أن نكون دقيقين في مواعيدنا والتزاماتناتجاه أنفسنا والآخرين وفي أداء أعمالنا بشكل عام، لينظر العالم إلى عظمة الإسلامكيف يربي أتباعه على الفضائل ويخلق فيهم كل ما هو خير لهم في الدارين.
وإن من كرم الله سبحانه وتفضله على عباده أن جعل الصيام فيهذا الشهر لهم جميعاً ليشملهم جميعاً برحمته وعطفه، ويصبح هذا الشهر مظهراً منمظاهر تماسك المسلمين ووحدتهم وقوتهم ومنعتهم.
فلو أن المسلمين استثمروا هذه الشعائر الربانية لتسنمّواذرى المجد وتزعمّوا هذا العالم.
فمن أسرار شهر الصيام اعتباره فرصة طيبة للمّ شمل الأمة وتوحيد الصف ضد أعداءالإسلام والمسلمين بل أعداء الإنسانية جمعاء، لأن من يحارب الإسلام هو حقيقة يحاربالقيم الإنسانية العليا لأن الإسلام هو دين الفطرة ودين النظام والسلام.