أسرار الصوم |6|
أسرار الصوم
|6|
عن الإمام الرِّضا (عليه السلام) في علّة وجوب الصوم: "إنماأمروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، فيستدلّوا على فقر الآخرة..". وسائلالشيعة ج 7، ص 4.
يعني حتى يعيش الناس معاناة الجوع كما بيَّـنّا، وليستدلّواعلى أنّ هناك جوعاً في الآخرة. والإنسان إذا جاع في الدنيا، يستطيع أن يحلّ مشكلةالجوع من خلال المطاعم والبيوت، لكن في يوم القيامة، لا توجد مطاعم، ولا سوبرماركت، ولا بيت، ولا زوجة تطهو، وكل فرد يقول نفسي.
{لِكُلِّامْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}/(عبس:37)
وكلما طال وقوف الإنسان للسؤال بين يدي ربه، أحسّ بالجوعوبالعطش أكثر.
لذلك، أرادت التعاليم الإلهية للإنسان، أن يضبط نفسه فيمسؤولياته، حتى يكون حسابه يسيراً.
وقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام):"فواسوأتاه غداً من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفّين جوزوا، وللمثقلين حطّوا،أمع المخفِّين أجوز أم مع المثقلين أحطّ؟ ويلي، كلَّما كبُر عمري كثرت خطاياي ولمأتب، أما آن لي أن أستحي من ربي". الصحيفة السجادية، ص 177.
فعلى الإنسان أن يرتِّب أموره في الدنيا، بأن يخفّف منخطاياه، وأن يستغفر الله من ذنوبه، كما ورد عن أبي جعفر عليه السلام: "التائبمن الذنب كمن لا ذنب له". وسائلالشيعة/ ج 16/ص 74.
حتى يصل وهو خفيف الظهر من حمل الأوزار.
لذلك، نجد أنّ النبي (صلوات الله عليه وآله) يؤكّد فيالخطبة التي استقبل بها شهر رمضان، أن يتحسّس الصّائم في هذا الشهر جوع يومالقيامة وعطشه: "واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه، جوع يوم القيامة وعطشه". وسائل الشيعة/ج 16/ص 314.
ففي هذه الدنيا، إذا جعنا وعطشنا، فإننا نفطر وقت الغروب،لكن هناك، لا نفطر حتى ينتهي الحساب.
لذا، علينا أن نعمل على أن لا يطول الحساب.