رحلة حياة - جولة في ملكوت الحج |8|
جولة في ملكوت الحج |8|
وداع البيت
إن من أفضل لحظات الترقيالروحي والانقطاع إلى الله عز وجل، هي ساعة وداع البيت، فقالوا إن الإنسان من الممكنأن يعرف موقع حجته من رب العالمين، من خلال مشاعر الوداع!
فقد عشت في ساعة الوداع،أعلى صور الحزن والاستغفار، من أي تقصير في أيام مقامي في هذا البلد الطاهر.
عندما كنت محرماً وفيضيافة الله، قلت: يا رب! لئن نزعت ثياب الإحرام -الثياب الظاهرية-، فلا تنزع مني ثوبالإحرام الواقعي، وهو ثوب التقوى.
{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَذَلِكَ خَيْرٌ} ثياب الإحرام تُنزع، وأما لباس التقوى إن نزعت -لا قدّر الله- ماذايبقى بعد التقوى إلا الضلال؟!
ماذا عن عهدي لربيفي وقت التلبية!؟
لقد عاهدت ربي أن أكونعبداً تقياً، ورعاً، مخلصاً لا على صعيد مكة وعرفة فقط، ولا في شهر ذي الحجة، وإنماإلى آخر حياتي!
إن من الأشياء التيأصررت عليها: أن أُبقي هذه الطهارة الباطنية، ففي الحج المقبول يعود الإنسان إلى وطنهكيوم ولدته أمه!
ولكن هل هذه ضمانةًأبدية، لذا لا بد من أن أحافظ على هذه الغرسة المباركة لتؤتي أُكلها كاملة، من خلالالحركة في حياتي العملية، فيجب أن أرجع إلى الأوطان، على نهج إبراهيم الخليل (عليهالسلام)، في كل أبعادي الحياتية، وما ذلك على الله -عز وجل- بعزيز.
كفكفت دموعي وخرجتمن الحرم المكي وقلبي معلقٌ به ويهتف ويقول (تائبون عائدون بإذنه تعالى، اللهم لا تجعلهآخر العهد مني لزيارة بيتك المحرم إنك سميع مجيب).
يتبع..
(زيارة المدينة المنورة).