أشهر النور - هل تُقبل توبتنا |3|
هل تُقبل توبتنا
|3|
هل قبول الله تعالى للتوبة
يعني أنّه رضي عمّن تاب إليه، أو مجرّد قبول لأنّه وعد بقبولها بدون الرضى الحقيقيّ؟
وهل مع تكرر المعصية يتوب إلى الله؟
رحمة المولى الواسعة:
قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.النساء/110
إنّ الله تعالى سيقبل توبة عباده بما كتب على نفسه من الرحمة بالمؤمنين، بل حتّى مع تكرّر المعصية من الإنسان المؤمن، طالما أنه تائبٌ ومحقّقٌ لشروط التوبة .
عن الإمام الباقر عليه السلام قال لمحمّد بن مسلم:
"ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنّها ليست إلّا لأهل الإيمان"، فقال له: فإنّ عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب، وعاد في التوبة؟
قال عليه السلام: "يا محمّد بن مسلم، أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثمّ لا يقبل الله توبته!"، قال: فإنّه فعل ذلك مراراً، يذنب ثمّ يتوب ويستغفر،
فقال عليه السلام: "كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة، وإنّ الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيّئات، فإيّاك أن تُقنِط المؤمن من رحمة الله"، الكافي/ج2 .
حب المولى للتائب:
قال أبو الحسن (عليه السلام): " أحب العباد إلى الله المنيبون التوابون"، جامع السعادات/ج3 .
عن الإمام الصادق (عليه السلام): " إذا تاب العبد توبة نصوحا، أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة " فقلت: وكيف يستر عليه؟
قال عليه السلام: " يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويُوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله ـ عز وجل ـ حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب "، الكافي/ج2.
فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتيحَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيح اَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلعَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ،وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ (دعاء كميل).