أشهر النور - هل تُقبل توبتنا |5|
هل تُقبل توبتنا
|5|
من لا تُقبل توبتهم
بعد أن فتح الله باب التوبة لعباده الخطاؤون وأدخلهم بواسع رحمته، نجد أنه وللأسف بعض الناس يصل لمقام لا تُقبل منهم التوبة!
ولكن! من هؤلاء ؟
وما هو السبب الّذي أودى بهم لهذه الحالة.
لقد ذكر القرآن الكريم بعض الصفات والحالات إذا وجدت في التائب فإن الله لا يقبل توبته وهي:
أولاً: العناد والإنكار للحق
الذين يتوبون من ذنوب صدرت منهم عن عناد وعداء وإنكار للحق واستكبار وتمرد على الله .
قال فيهم الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾، البقرة/174-175.
وذلك لأنهم يعرفون الحقّ ويكتمونه خوفاً على مصالحهم أمام المستكبرين والظالمين، فكلّ من يصرّ على المعاصي ويهجر التوبة عامداً متجرّئاً على الله تعالى فلن يغفر الله تعالى له؛ لأنّه اختار بنفسه أن لا يكون من أهل المغفرة.
ثانياً: ساعة الموت
الذين يتوبون بعد ظهور علامات الموت وآثاره.
وعدم قبول توبة هؤلاء في هذا الوقت سببه أنهم نطقوا بها في حالة الاضطرار لا في حالة الاختيار، ولأنهم نطقوا بها في غير وقت التكليف.
قال تعالى: "فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ، غافر85.
ثالثاً: الكفر والضلال
الذين يموتون كفارًا وعلى غير دين الله ثم يتوبون.
رابعاً: الارتداد عن الإسلام
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ﴾، آل عمران/90.
ولعلّ ذلك لأنّه لا يوجد تفريط بنعمة كنعمة الهداية إلى الإيمان، فكون المرء مولوداً في مجتمع كافر ولم يسعَ بكلّ جهده ليرى الحقيقة أسهل بكثير ممّن هداه الله تعالى، ومن ثمّ انتقل إلى الكفر. وهذا لعلّه من أشدِّ أنواع الجحود والكفران.
"...يا مُجيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، ياعَظيمَ الْبِرِّ، يا عَليماً بِما فِي السِّرِّ، يا جَميلَ السِّتْرِ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ اِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائي وَلا تُخَيِّبْ فيكَ رَجائي، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتي وَكَفِّرْ خَطيـئَتي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ".