عشق المعبود - التوحيد والولاية |3|
التوحيد والولاية
|3|
لوازم التوحيد والولاية
إن قبول الولاية لها لوازم، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ}، الأعراف/172 .
عندما قلنا: بلى، عندئذ وجب علينا أن نلتزم بالشريعة. والذي قَبِلَ الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) عليه لوازم.
عن الباقر (عليه السلام): إنّ أعظم الناس حسرةً يوم القيامة، مَنْ وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيرهالكافي/ج2؛ أي أن الإمامي الذي يدّعي بأنه على خط أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؛ وفي مقام العمل لا يسلك سلوكهم؛ هو أشد الناس حسرة يوم القيامة!
فإذن، إن قبول الولاية لها ضريبة، وضريبتها كما قال صاحب الولاية!
حيث عرف (عليه السلام) عجز الأمة عن مجاراته في زهده، فوجّههم لما هو أدنى من ذلك قائلاً: ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني: بورع، واجتهاد، وعفّة، وسداد، نهج البلاغة/ج3.
وكما جاء في حديث الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام: "إنّ الله عزّ وجلّ، علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون، فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ والآيات من سورة الحديد إلى قوله ﴿عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾، فمن رام وراء ذلك فقد هلك"، الكافي/ج1.
كأنّ سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ تقول للمصلّي: إنّ الله قدرة فريدة، رفيعة سامية ومتعالية، وهو مستغنٍ ذاتاً وغير محتاج ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ وليس له مشابه ولا مشاكل.. ليس سوى هذا وكفى، والعلم والرؤية (أنّه بصير).
والحكمة وباقي صفات الله تعالى التي يلزم على المسلم أن يدركها ويفهمها، والتي تكون مؤثّرة في شكل ونمط حياته وارتقاء روحه، ذكرت أيضاً في آيات أخرى من القرآن.
- فلا تتعمّق أكثر من هذا في ذات الله وكيفيّة صفاته، وستحصل على معرفة أكثر خلال العمل.
- لا تكن في صدد الحصول على معرفة أكثر من خلال البحث والتنقيب الذهنيّ العميق، بل حاول تحصيل المعرفة
عن طريق التحلّي بالصفاء وروحانيّة الباطن والروح، ومن خلال العمل بلوازم التوحيد.
وهكذا كان الأنبياء والصدّيقون، عباد الله المخلصين، والموحّدين والصادقين والعارفين.
فاجعلهم قدوة لك في عملك وفي صفاءك وفي طريقك، وستكون إن شاء الله من الفائزين.