عقيدة - الحياة الإجتماعية لأئمة أهل البيت عليهم السلام
أهل البيت
الحياة الإجتماعية لأئمة أهل البيت عليهم السلام
هذه الحادثة حصلت في أيام إمامة الإمام الهادي عليه السلام، وبالخصوص أيام المتوكل ينقلها العلامة المجلسي في البحار عن أمالي الطوسي بسنده عن المنصوري عن عم أبيه قال: قصدت الإمام عليه السلام يوماً فقلت: يا سيدي إن هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي ومللني، وما أُتَّهَمُ في ذلك إلا علمه بملازمتي لك، وإذا سألته شيئاً منه يلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل عليّ بمسألته. فقال عليه السلام: تُكفَى إن شاء الله.
فلما كان في الليل طرقني رُسل المتوكل رسول يتلو رسولاً فجئت والفتح (بن خاقان) على الباب قائم فقال: يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل، كدّني هذا الرجل مما يطلبك، فدخلت وإذا المتوكل جالس على فراشه فقال: يا أبا موسى نُشغَلُ عنك وتُنسينا نفسك، أيُّ شيء لك عندي؟
فقلت: الصلة الفلانية والرزق الفلاني وذكرت أشياء، فأمر لي بها وبضعفها،
فقلت للفتح: وافى علي بن محمد إلى ههنا؟ فقال: لا،
فقلت : كتب رقعة؟ فقال: لا، فَوَلّيتُ منصرفاً، فتبعني فقال لي: لست أشك أنك سألته دعاءً لك فالتمس لي منه دعاءً،
فلما دخلت إليه عليه السلام فقال لي: يا أبا موسى هذا وجه الرضا، فقلت: ببركتك يا سيدي. ولكن قالوا لي: إنك ما مضيت إليه ولا سألته.
فقال عليه السلام: إن الله تعالى علم منا أنا لا نلجأ في المهمات إلا إليه ولا نتوكل في الملمات إلا عليه وعوّدَنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل بنا.
قلت: إن الفتح قال لي كيت وكيت.
قال عليه السلام: إنه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه، الدعاء لمن يدعو به، اذا أخلصت في طاعة الله واعترفت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبحقنا أهل البيت وسألت الله تبارك وتعالى شيئًا لم يحرمك.
قلت: يا سيدي فتعلمني دعاء أختص به من الأدعية،
قال عليه السلام: هذا الدعاء كثيراً أدعو الله به وقد سألت الله أنّ لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو: (يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ويا واحد يا أحد يا قلّ هو الله أحد وأسالك اللهم بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا أن تصلي عليهم وتفعل بي كيت وكيت)، بحار الأنوار/ ج50.
■ أمام هذه الحادثة نجد انفسنا في مدرسة التوكل والعشق الإلهي تتجلى بـ عبدي أطعني تكن مثلي، تقل للشيء كن فيكون.
■ وأن الولاء المحض والإعتقاد اليقيني والقلبي، بمكانة وعظمة محمد وآل بيته جميعها جسر العبور لحوائج الدنيا والآخرة.
■ وأن أهل البيت مدرسة الجود والكرم وأنهم عليهم السلام باب الله الذي منه يؤتى.
■ وأن من خالفهم فقد خالف الله وأن من أحبهم فقد أحب الله.
يا مولانا يا علي بن محمد الهادي.. كَلامُكُمْ نُورٌ، وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الاْحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَأصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأواهُ وَمُنْتَهاهُ.
لا حرمنا الله حبكم وفضلكم وكرمكم ورحمة الله وبركاته.