ثقافتنا
طوبى للذاكرين
يوصينا الإمام الصادق عليه السلام بالدعاء فيقول: «عليكم بالدعاء فإنكم لا تتقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار»، الكافي/ج2.
إن جوهر العبادة هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة، وهو يورث الاستئناس بحضرة الباري، ونتيجة لذلك يعد الدعاء سُلمًا لعروج الإنسان نحو الكمالات.
ومن جهة أخرى يزيل الدعاء الرذائل الأخلاقية من نفس الإنسان.
مع أن الصلاة جميعها إظهار للعبودية وثناء على الله، فإن الذات المقدسة للحق جل وعلا فتح باب المناجاة والدعاء للعبد بالخصوص في حال القنوت، وهو حال المناجاة والانقطاع إلى الحق، وشرفه بهذا التشريف. إن القنوت هو قطع اليد عن غير الحق والإقبال التام على عز الربوبية، ومد يد السؤال خالية الكف إلى الغني المطلق.
الإمام الخميني/ الآداب المعنوية للصلاة
يقول سماحة الشيخ علي رضا بناهيان: الدعاء يعني تكرار الكلام الجميل و عرض الأماني العالية إلى ساحة الله. فمن الحيف أن نتحدث بصغار المسائل عند الله العظيم.
إن الأدعية العظيمة تسمو بنا إلى مرتبة صحبة الله.
عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى نصب في السماء ملكا يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب نادى ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح يقول: «طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين». ويقول الله تعالى: «أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني وغافر من استغفرني. الشهر شهري والعبد عبدي.. والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر، أجبته وجعلت هذا الشهر حبلا بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إلي»، مستدرك الوسائل/ج7.
حبذا لو استفدنا من شهر الله رجب بالصلاة والدعاء والاستغفار. ورغم أن الدعاء جيد ومطلوب في كل مكان وزمان وحال، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. وسائل الشيعة/ج7.
إلا أن هناك بعض الأحوال يكون الدعاء فيها ذا أثر أكبر لكماله ورقيّه. فهناك أوقات خاصة تكون الحجب فيها أقل وإمكانية التوفيق في الدعاء أكبر.
فما هي هذه الأوقات ؟
1- جوف الليل.
2- زوال الشمس.
3- بين الطلوعين.
4- قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
5- بعد الصلوات المكتوبة.
6- يوم الجمعة.
7- ليالي الإحياء (كليلة القدر، ليلة عيد الفطر، ليلة النصف من شعبان وأول ليلة من رجب) مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم).
جعلنا الله وإياكم من الداعين، القانتين، المستغفرين، المغتنمين للفرص في الرخاء والشدة.