عقيدة - المولود الموعود
ديننا
المولود الموعود
"أنا لا أستطيع أن أطلق عليه اسم القائد، فهو أكبر من ذلك. ولا أستطيع أن أقول عنه الشخص الأول، لأنه لا ثاني له. فلا يمكننا أن نصفه بأي نعت وصفة سوى أن نقول المهدي الموعود. فهو ذلك الذي ادخره الله للبشرية. وعلينا أن نعد أنفسنا بحيث إذا كتب لنا أن نلقاه -إن شاء الله- فلنلقاه بوجه أبيض" ، (الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره).
ولادة المولود الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف:
عن السيدة حكيمة أنها قالت: مضى أبو الحسن عليه السلام وجلس الحسن العسكري عليه السلام مكان والده، وكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يومًا تخلع خِفّي،
- فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، -فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي، والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري.
فسمع الحسن عليه السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خيرًا، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، ثم قلت للجارية: ناوليني ثيابي لأنصرف،
فقال عليه السلام: لا يا عمتا، بِيتي الليلة عندنا، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل، الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها.
- فقلت: ممن يا سيدي، ولستُ أرى بنرجس شيئًا من أثر الحبل؟ فقال: من نرجس لا من غيرها، -قالت:فوثبتُ إليها فقلبتها ظهرًا لبطن، فلم أر بها أثرًا من حبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسم
ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، لأن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل، و لم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى عليه السلام.
- قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبًا إلى جنب حتى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري و سمّيت عليها،
فقال الحسن عليه السلام: اقرئي عليها {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟
- قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي.
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم علي، ففزعت لما سمعت،
فقال الحسن عليه السلام: لا تعجبي من أمر الله عز وجل، إن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارًا، ويجعلنا حجة في أرضه كبارًا، فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس، فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب.
فعدوت نحو الحسن عليه السلام وأنا صارخة.
فقال لي: ارجعي يا عمة فإنك ستجدينها في مكانها، فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا بالصبي عليه السلام ساجدًا لوجهه، جاثيًا على ركبتيه، رافعًا سبابتيه وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أن جدي رسول الله، و أن أبي أمير المؤمنين»، ثم عد إمامًا إمامًا إلى أن بلغ إلى نفسه، فقال: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلًا وقسطًا»، -كمال الدين وإتمام النعمة للصدوق-.
السلام عليك يا منجينا الموعود
السلام عليك يا آخر أنوار العالم
السلام عليك يا بقية الله في أرضه
اللهم عجل لوليك الفرج وامنن علينا برضاه وهب لنا رأفته ورحمته، ودعاءه وخيره، ما ننال به سعة من رحمتك، و فوزًا عندك واجعل صلاتنا به مقبولةً، وذنوبنا به مغفورة، و دعاءنا به مستجابا واجعل أرزاقنا به مبسوطة وهمومنا به مكفية وحوائجنا به مقضية.
مبارك لنا و لكم ولادة قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف.