عقيدة - الأربعينيۃ المباركۃ |2|
ديننا
الأربعينيۃ المباركۃ
|2|
إن هذه الأربعينية ميزتها أنها في أيام مباركة! تبدأ بأواخر شهر شعبان وتستمر خلال شهر ﷲ المبارك!
فإذن، وبكل سهولة يستطيع الإنسان أن يقتطع عشرة أيام من شهر شعبان، ويضمها إلى شهر رمضان؛ ليعيش أربعينية التميّز.. ولكن ما المراد بهذهِ الأربعينية؟
نعم! المؤمن كيّس فطن!
فالمؤمن الذكي هو الذي يجعل هذه الأربعينية:
أربعينيۃ التهذيب والتكامل
من منّا ليس لهُ زللٌ في شهوته،
أو في غضبه، أو في وهمه؟
نحنُ جميعاً نغرق في هفوات وذنوب مختلفۃ طوال العام!
مشاكلنا جميعاً تعودُ إلى: إما فوران للشهوات، أو الغضب، أوالوساوس الشيطانيۃ، أو سوء الظنون، أو الخيالات والأوهام..
عدا عن بعض الانحرافات الأخلاقية؛ أو بعض ردود فعل الانتقام، أوالحسد أوالغيبة، وغيرها.. من الذنوب التي تُعد كلها آفات أخلاقيۃ تصدر عن الإنسان من خلال قواه الغضبيۃ أو الشهويۃ أو الوهميۃ.
وعليه، فإن الأربعينية إذا صارت عبارة عن:
صيام في النهار
وقيام في الليل
تلاوۃ لكتاب الله بتدبر وتفكر
ومُراقبة للجوارح
تَرك للمعاصي
الالتزام بالأوراد الخاصۃ بالشهر من أدعيۃ وتسبيح واستغفار
إطالۃ السّجود مع الذكر اليونسي
(لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين) وتكرارها أكثر من مرۃ بتوجّه وخشوع
أداء الأمانات التي في الأعناق
صلۃ الأرحام
والإكثار من القول في ما بَقِيَ من هذا الشهر: اَللّـهُمَّ اِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْه.
كل ذلك مع توسل وتذلل بخشوع وخضوع للمولی لإعانته علی هذه النفس بما يعين به الصالحين والأبرار علی أنفسهم. وبالتالي، فإن هذا الإنسان في هلال عيد الفطر، يتحولُ إلى إنسانٍ آخر.
فإنه يستحيلُ للمؤمن بعدَ هذهِ الأربعينية، أن يُفكر بالمعصية؛ فضلًا عن ارتكابها! وبإمكان المؤمن الذكي أن يتفنّن في هذهِ الأربعينية بما شاء.
فإذاً، هذه الأربعينية المباركۃ، هي من أفضلُ الفرص في السنة.
وفقنا ﷲ وإياكم علی معرفۃ الحق حقاً واتباعه بما يرضي خالقنا ومعرفۃ الباطل باطلاً واجتنابه بما يبعدنا عما يُغضبه تعالی.
يتبع..