عقيدة - البلاء سنة إلهية واختبار إلهي |2|
ديننا
البلاء سنة إلهية واختبار إلهي
|2|
اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الأنبياء والرُسُل والأئمة (عليهم السلام) أكثر الناس تعرّضًا لقانون الابتلاء والاختبار، وعرض لنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نماذج متعدّدة لاختبارات وابتلاءات الرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، حيث لم يصدر منهم إلا الانقياد التامّ لأمر الله تعالى والطاعة والتسليم.
وهذه سيرة نبيّنا الأعظم محمّد بن عبد الله(ص) تخبرنا أنه (ص) تعرّض لصنوف الاختبار والابتلاء والعذاب والتنكيل من تلك الأمّة التي لم تقدّر قيمة الرسالة التي يحملها، فمقابل الرحمة التي طبعت الهدف العام من رسالته السامية لم يجد إلّا محاولات القتل والتشريد، فاستحقّ بما صبر امتيازًا ووسامًا لم يسبق لنبيٍّ أن حمله، وكفاه في ذلك أنّه سيّد الأنبياء وخاتمهم، وأشرف خلق الله تعالى في هذه الدنيا من الأوّلين والآخرين.
كيف يواجه المؤمن الاختبار والامتحان؟
1- التسليم، والتوجه الدائم إلى الله، وبذلك يتذوّق الإنسان حلاوة الإيمان، وطعم اليقين. فهو سبحانه عالمٌ بكلّ ما يجري على عبده من مصائب ونكبات، وعلى العبد أن يعتبر ذلك كلّه في محضر الله سبحانه وتحت نظره، فهو تعالى المؤثّر في الوجود ولا أحد سواه.
2- الصبر على المكاره والنوائب، وهو أعظم أقسام الصبر، وأهمّ مصاديقه الدالّة على سموّ النفس، فالإنسان عُرضةً للمآسي والأرزاء، وهو لا يملك إزائها حولًا ولا قوّة، وخير ما يفعله الممتَحَن هو التحلّي بالصبر، فإنّه بلسم القلوب الجريحة، وعزاء النفوس المعذَّبة. قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ( سورة البقرة، الآيات: 155-157).
والحمد لله ربّ العالمين
سماحة الشيخ خليل رزق.