عقيدة - النموذج الأسمى |6|
الإنسان الأسمى
أمير المؤمنين (عليه السلام) النموذج السامي للإنسان الكامل
|6|
لقد نمت جميع القيم نموًا متسعًا ومتجانسًا في كل جوانب حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو:
- لا يبلغ شأنه عابدًا، فقد بلغ به العشق الإلهي إلى درجة من الاشتعال بحيث صحب الدنيا ببدن وروحه معلقة بالمحل الأعلى.
- وهو إذا حمي الوطيس في المعركة لا ينافسه محارب.
- وهو رائد الحرية والحق.
- وكان له في كل العوالم وجود كامل كالعبادة والزهادة والفلسفة والعرفان والجند والقضاء فما من عالم غاب عنه سلام الله عليه.
- وهو جامع الأضداد بحيث قيل عنه: هو البكّاء في المحراب ليلاً.
- هو الضحّاك إن جدّ الضراب (الغدير ج٤ ص٢٥).
- فهو الحاكم وهو الحكيم وهو الشجاع وهو الحليم وهو الفقير وهو الجواد.
ويقول عنه صفي الدين الحلي:
جمعت في صفاتك الأضداد ولهذا عزّت لك الأنداد
فالإنسان الكامل هو ذلك الإنسان الذي بلغ مرحلة البطولة في جميع القيم الإنسانية.
ويقول سيد العرفاء (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي واصفاً اهل الله بقوله: (..هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى).
أما نحن إذا كنا عاجزين عن الوصول إلى مرحلة البطولة في كل القيم ولم نبلغ مرحلة الإنسان الكامل، فلا أقلّ من أن نبلغ مرحلة الإنسان المتوازن في صورة إنسان مسلم حقًا في جميع الميادين.
يتبع..
الإنسان الكامل / الشهيد مطهري / بتصرف.