عقيدة - النموذج الأسمى |11|
الإنسان الأسمى
استخدام الوسيلة المقدسة
|11|
للوصول إلى هدف مقدس يجب التوسل بوسائل مقدسة لا فاسدة وغير مقدسة.
وهذا حال كل الأنبياء (عليهم السلام) الذين كانوا يتوسلون بالحق للوصول إلى الحق.
وليس بالباطل كما يفعل الغربيين الذين يقولون: (الغاية تبرر الوسيلة).
فالهدف الشريف لا يمكن أن يتحقق إلا بوسيلة شريفة وهذا ما أمر به الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) النحل :١٢٥.
فكانت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التبليغية هي الجانب الأهم في جوانب سيرته المقدسة.
فقال له الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا /وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) الأحزاب :٤٥-٤٦.
لقد كان مجتمع الجزيرة العربية يستمد الروح والوحدة والنشاط من القرآن الكريم الذي هو كتاب الإنسان الكامل السماوي ومعجزة نبينا الخالدة بحيث لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فكان سكان الجزيرة العربية يتلون آياته دائمًا ويستلهمون منه إضافة إلى شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) العظيمة الجاذبة للنفوس والنافذة في القلوب.
لقد جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شخصه الكريم جميع القيم وتربى عليها:
- فكان سمحًا عفوًا ليّن الجانب في القضايا الشخصية التي تتعلق به.
- وكان صلبًا حازمًا شديدًا في القضايا الأصولية العامة وفي إطار القانون.
- لقد كان أمينًا مشهورًا بالاستقامة بين الناس إلى درجة أن لُقب بـ "محمد الأمين".
- وكان في معاشرته مع الناس عطوفًا بشوشًا يسبق في السلام على الجميع، يتفقد أصحابه ويعود المرضى ويساعد الضعيف ويشارك في الأعمال ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله يكره أن يرى العبد يميز نفسه عن الآخرين).
كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يكره البطالة ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والملل ومن الضعف والعجز والخنوع).
وكان يحب النظافة والطيب ويأمر به الآخرين، رؤوفاً بالأرقّاء يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تحمّلوهم ما لا طاقة لهم به، وساعدوهم في أعمالهم).
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يكافح الظلم ويدافع عن المظلومين ويقف في وجه الظالمين .
وكان شفيقًا في عائلته يوصي بحسن المعاشرة مع النساء، عطوفًا على أولاده وأسباطه.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يجد راحته في عبادة الله ومناجاته على أساس الحب والحمد وقد قال لإحدى زوجاته حين سألته: لماذا تعبد الله إلى هذا الحد وقد غفر الله لك فأجابها: (ألا أكون عبدًا شكورًا) فيطيل عبادته حال الانفراد مخالفاً الرهبنة والانعزال وترك الأهل والعيال فيقول: (إن لأبدانكم وأزواجكم وأولادكم وأصحابكم عليكم حقوقاً يجب عليكم رعايتها).
يتبع..
الإنسان الكامل / الشهيد مطهري / بتصرف.