عقيدة - انتظار الفرج
ديننا
انتظار الفرج
انتظار الفرج مفهومٌ واسعٌ جدًّا. وأحد أنواعه هو انتظار الفرج النهائيّ.
أي إنّ النّاس عندما يرون طواغيت العالَم مشغولين بالنّهب والسّلب والإفساد والاعتداء على حقوق النّاس، لا ينبغي أن يتخيّلوا أنّ مصير العالَم هو هذا. لا ينبغي أن يُتصوّر أنّه في نهاية المطاف لا بدّ ولا مناص من القبول بهذا الوضع والإذعان له، بل ينبغي أن يُعلم أنّ هذا الوضع هو وضعٌ عابر "#للباطل_جولة"-
وأمّا ما هو مرتبطٌ بهذا العالَم وطبيعته فهو عبارة عن استقرار حكومة العدل وهو سوف يأتي.
إنّ انتظار الفرج والفتح في نهاية العصر الّذي نحن فيه، حيث تُعاني البشريّة من الظلم والعذابات هو مصداقٌ لانتظار الفرج، ولكن..
لانتظار الفرج مصاديق أخرى أيضًا:
1- يعني أنّ كلّ طريقٍ مسدود قابلٌ للفتح. فالمسلم يتعلّم من خلال درس انتظار الفرج أنّه لا يوجد طريق مسدود في حياة البشر ممّا لا يُمكن أن يُفتح، وأنّه لا يجب عليه أن ييأس ويُحبط ويجلس ساكنًا ويقول لا يُمكن أن نفعل شيئًا؛ كلا، فعندما يظهر في نهاية مطاف حياة البشر ومقابل كلّ هذه الحركات الظّالمة والجائرة، عندما تظهر شمس الفرج، فهذا يعني أنّه في كلّ هذه العقبات والسدود الموجودة في الحياة الآن، هناك فرجٌ متوقّع ومحلّ انتظار. هذا هو درس الأمل لكلّ البشريّة. وهذا هو درس الانتظار الواقعيّ لجميع النّاس.
2- الانتظار هو عملٌ لا بطالة. فلا ينبغي الاشتباه والتصوّر أنّ الانتظار يعني أن نضع يداً فوق يد ونبقى منتظرين حتّى يحدث أمرٌ ما. الانتظار عملٌ وتهيّؤٌ وباعثٌ على الاندفاع والحماس في القلب والباطن، وهو نشاطٌ وتحرّكٌ وتجدّدٌ في كلّ المجالات. وهذا هو في الواقع تفسير هذه الآيات القرآنية الكريمة: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) أو (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) أي أنّه لا ينبغي أن تيأس الشعوب والأُمم من الفرج في أيّ وقتٍ من الأوقات.
3- إنّنا اليوم ننتظر الفرج. أي إنّنا ننتظر مجيء يدٍ مقتدرةٍ تنشر العدل وهي هزيمة الظّلم والجور الّذي سيطر على كلّ البشريّة تقريبًا، فيتبدّل هذا الجوّ من الظّلم والجور وينبعث نسيم العدل في حياة البشر لكي يشعر النّاس بالعدالة.
الإمام الخامنئي دام ظله، كتاب الإنسان والحياة.