عقيدة - عالم شباب |3|

عالم شباب
|3|

مرحلة تشكيل الهوية
موضوع بناء وتشكيل الهوية في مرحلة الشباب ليس أمرًا إنتقائيًّا أو هامشيًّا إنما هو يدخل ضمن مراحل النمو الضرورية والأساسية.

فكما أن النمو الجسدي هو أمر بديهي في هذه المرحلة، وأي تأخير فيه يُعتبر مشكلة تحتاج لإستشارة طبية.. فإن الشاب أيضا يمرّ في نفس الوقت بفترة نمو نفسي واجتماعي، يشعر خلالها بالحاجة للتعبير عن ذاته وتمييزها عن الآخرين.

هذه هي الهوية التي نقصدها هنا، وهي مجموعة المعتقدات والمبادئ التي تشكل ثقافة الإنسان الشخصية والتي توجه على أساسها أفكاره وأفعاله..

فلو أتينا مثلا بشاب غربي يعيش في مجتمع علماني، وطلبنا منه أن يعرّفنا بنفسه، فسيقول: "أنا شاب علماني، لا أؤمن بالدين، وأعتبر أن حياتي هي شأني الخاص الذي سأحياه بالطريقة التي أهواها، ولا يحق لأحد أن يسألني أو يحاسبني..".

أما لو أردنا توجيه نفس السؤال للشاب المسلم، فهو على الأغلب سيردد لنا ما يفترض به أن يعرفه عن الدين، بأنه مسلم يؤمن بربوبية الخالق عز وجل وباليوم الآخر، وبما جاء به النبي الخاتم محمد -صلى الله عليه وآله- والأئمة من بعده.. ولكن في كثير من الأحيان نجد سلوكياته وتصرفاته لا تنسجم مع هذا الكلام!
فما سبب هذا التناقض؟
ولماذا أنت أيها الشاب المسلم ذي الهوية الدينية تسعى لعلاقات طائشة مع الفتيات؟
ولماذا أنت أيتها الفتاة المسلمة ذات الهوية الدينية لا تراعين آداب الإسلام في لباسك؟
وهل تعتبرون هويتكم هذه هويةً حقيقية!

نحن نعلم أنكم أيها الشباب تواجهون في كثير من تفاصيلكم الخاصة مشكلةً مع الدين!
فمن ناحية أنتم مقتنعون بضرورة التدين والإلتزام بالضوابط الشرعية.. ومن ناحية أخرى تشعرون بميل شديد نحو الشهوات، وبالانفتاح المطلق على الملذات الحياتية، وهذا ما يشكل صراعًا عنيفًا في نفوسكم.

ولذلك، سنحاول أن نقترح عليكم منهجًا عمليًّا لبناء هويتكم الإسلامية الحقيقية الثابتة.. تابعونا.