عقيدة - عطايا وجوائز الرحمن |3| الجزء الأول
ديننا
عطايا وجوائز الرحمان المختصة في هذه الأشهر الكريمة
|3|
الجزء الأول
ورد في الحديث عن الشخصية الواحدة للأشهر الثلاثة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: "إن من عرف حرمة رجب وشعبان، ووصلهما بشهر رمضان شهر الله الأعظم شهدت له هذه الشهور يوم القيامة، وكان رجب وشعبان وشهر رمضان شهوده بتعظيمه لها، وينادي مناد: يا رجب يا شعبان ويا شهر رمضان كيف عمل هذا العبد فيكم وكيف كانت طاعته لله عزّ وجلّ؟ فيقوم رجب وشعبان وشهر رمضان: يا ربنا ما تزود منا إلا استعانه على طاعتك واستمدادًا لمواد فضلك، ولقد تعرض بجهده لرضاك، وطلب بطاقته محبتك. فقال للملائكة الموكلين بهذه الشهور: ماذا تقولون في هذه الشهادة لهذا العبد؟ فيقولون يا ربنا صدق رجب وشعبان وشهر رمضان، ما عرفناه إلا متقلبًا في طاعتك، مجتهدًا في طلب رضاك، صائرًا فيه إلى البر والإحسان، ولقد كان يوصله إلى هذه الشهور فرحًا مبتهجًا. أمل فيها رحمتك، ورجا فيها عفوك ومغفرتك، وكان مما منعته فيها ممتنعًا وإلى ما ندبته إليه فيها مسرعًا، لقد صام ببطنه وفرجه وسمعه وبصره، وساير جوارحه ولقد ظمأ في نهارها ونصب في ليلها، وكثرت نفقاته فيها على الفقراء والمساكين، وعظمت أياديه وإحسانه إلى عبادك، صحبها أكرم صحبة، وودعها أحسن توديع، أقام بعد انسلاخها عنه على طاعتك، ولم يهتك عند إدبارها ستور حرماتك، فنعم العبد هذا. فعند ذلك يأمر الله تعالى بهذا العبد إلى الجنة فتلقاه ملائكة الله بالحباء والكرامات، ويحملونه على نجب النور، وخيول النواق، ويصير إلى نعيم لا ينفد، ودار لا تبيد، لا يخرج سكانها، ولا يهرم شبابها، ولا يشيب ولدانها، ولا ينفد سرورها وحبورها، ولا يبلى جديدها، ولا يتحول إلى الغموم سرورها، لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب، قد أمنوا العذاب، وكفوا سوء الحساب، وكرم منقلبهم ومثواهم". (بحار الأنوار- العلامة المجلسي- ج94 ص38).
ولا بد من التنبه أيضاً في خصائص الأشهر الثلاثة أنها تبدأ بأحد الأشهر الحرم وهو شهر رجب.
شاء الله تعالى أن يكون الشهر الأول من أشهر دورة السنة التأهيلية شهراً حراماً وأن تختم بالشهر الذي لا يضاهي فضله شهر، وهو شهر رمضان. وما بينهما شهر خاص وبامتياز برسول الله: "ألا إن شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري" (إقبال الأعمال- السيد ابن طاووس- ج3 ص288).
كما شاء الله سبحانه أن تكون الليلة الأولى من هذا الموسم السنوي ودورته الإلهية التأهيلية، من الليالي التي يستحب إحياؤها بالعبادة.
عن الإمام الرضا عن أبيه الإمام الكاظم عن أبيه الإمام الصادق عن أبيه الإمام الباقر عليهم السلام: "أن علياً عليه السلام كان يعجبه أن يفرغ الرجل نفسه في أربع ليال من السنة: ليلة الفطر، وليلة النحر (الأضحى)، وليلة النصف من شعبان، وأول ليلة من شهر رجب" (بحار الأنوار- العلامة المجلسي- ج94 ص39).
انتظرونا، يتبع..