عقيدة - ديننا عطايا وجوائز الرحمان |4|
ديننا
عطايا وجوائز الرحمان المختصة في هذه الأشهر الكريمة
|4|
شهر شعبان دورة تدريبية أخرى إلى جانب شهر رجب الحرام ينبغي الاشتراك فيها للاستعداد لشهر الله تعالى.
وهو محطة كبرى في الطريق إلى الله ومنزل مميز لا بدّ من النزول فيه والتزوّد من بركاته لمن أراد الوصول.
واجب الاقتداء بالمصطفى الحبيب (صلّى الله عليه وآله)، يحتّم علينا أن نهتمّ بهذا الشهر الشريف فنعرف آدابه ونحرص على الإتيان بها. فقد كان (صلّى الله عليه وآله) يوليه عناية خاصّة ويحثّ المسلمين على الاهتمام به.
وقد ورد عن صفوان الجمال عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "حثَّ من في ناحيتك على صوم شعبان، فقلت: جعلت فداك ترى فيها شيئًا؟ فقال عليه السلام: نعم، إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديًا ينادي في المدينة: يا أهل يثرب إني رسول الله إليكم ألا إنّ شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري، ثمّ قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ينادي في شعبان، فلن تفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله.."
علينا الاستعانة بالله تعالى والتوسل بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وبأهل البيت عليهم السلام للتوفيق في تحصيل رضا الله عزّ وجلّ في هذا الشهر، والاجتهاد في تهذيب النفس وتزكيتها بالأخلاق الحميدة وتنقيتها من مساوئ الأخلاق، والتشدّد في مراعاة الصلاة أول الوقت، والحرص على الصيام، والتسامح ممن أخطأنا بحقه، ونزع الغل من القلب اتجاه الأرحام والجيران وزملاء العمل والدراسة، وتصفية النية والإخلاص لله عزّ وجلّ.
مرّ أمير المؤمنين عليه السلام على قوم من المسلمين.. وهم جالسون في بعض المساجد في أول يوم من شعبان يخوضون في أمر القدر وغيره مما اختلف الناس فيه وقد ارتفعت أصواتهم واشتد في ذلك جدالهم فوقف عليهم وسلّم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا طالبين منه الجلوس إليهم فلم يحفل بهم. ثمّ كلّمهم بكلامٍ طويل إلى أن قال: "هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربّنا شعبان لتشعب الخيرات فيه، قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان وأسهل الأمور فأبيتموها، وعرض عليكم إبليس اللعين تشعب شروره وبلاياه فأنتم دائباً تنهمكون في الغي والطغيان، تتمسكون بشُعب إبليس وتحيدون عن شُعب الخير المفتوح لكم أبوابه".
(موقع المعارف الإسلامية الثقافية الالكترونية/ بتصرف).
انتظرونا، يتبع..