عقيدة - العبادة ودورها في بناء الشخصيّة |1|
ديننا
العبادة ودورها في بناء الشخصيّة
|1|
جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبّها بقلبه، وباشرها بجسده، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسرٍ أم على يسر" - ميزان الحكمة/ج3.
يخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ العبادة التي يستثقلها معظمنا يحبّها عباد الله المخلصون، بل يعشقونها، ويتفرّغون لها، فتصبح شغلهم الشاغل وهمّهم الذي لا همّ غيره، فلنتأمّل.
هل استشعرنا يومًا نعمة العبادة؟ نعم إنّ العبادة لنعمةٌ جليلة، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصدّيقين تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنّكم تتنعّمون بها في الآخرة" - الكافي/ج2.
فما هي العبادة؟
يُطلق لفظ العبادة في الإسلام على كل ما يصدر عن الإنسان من لفظٍ أو فعلٍ استجابةً لأمر الله تبارك وتعالى وتطابقًا مع مشيئته وإرادته. فلا حصر ولا تحديد لنوع الأفعال أو الأقوال التي تتمّ بواسطتها عبادة الله عزّ وجلّ، بل هي متنوّعة من قبيل الصلاة والصوم والجهاد والحجّ والخمس وأداء الأمانة وكفّ الأذى وبرّ الوالدين والعدل وعدم الاحتكار والتفكّر والذكر وغيرها.. فهذه جميعها عباداتٌ ما دامت امتثالًا لأمر الله تعالى.
وبناءً عليه فإنّ مفهوم العبادة واسعٌ يشمل كلّ ما يقوم به الإنسان بدافع التقرّب إلى الله عزّ وجلّ، وامتثال ما أمر به والانتهاء عمّا نهى عنه سواءٌ كان ممارسةً فرديّة أو اجتماعيّة.