عقيدة - الثقة بوعد الله بالاستخلاف والتمكين
ديننا
الثقة بوعد الله بالاستخلاف والتمكين
قال الله تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور : 55).
حتميّة تحقّق الوعد الإلهيّ:
تعبّر هذه الآية المباركة عن سنّة إلهية جارية، تقضي بأنّ الظلم مهما علا فهو إلى زوال.
وقد وعد الله سبحانه فيها المؤمنين الصالحين، بأنه سيخلفهم في الأرض، وأنهم سيحكموها ويعمروها بعد أن ينتزعوها من أيدي الظالمين والمفسدين، وأن يمكّن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم، وهو الإسلام، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمناً وثباتاً واستقراراً.
إنّ حكومة عباد الله المؤمنين الصالحين في الأرض وعدٌ إلهيّ حتمي لن يتخلّف عن التحقّق، وهذا من ثوابت عقيدتنا الإمامية الإسلامية.
وسيتحقق هذا الوعد على يد منقذ البشرية، والذخيرة الإلهيّة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، الذي يحقق حلم الأنبياء والرّسل، بإقامة العدل في الحياة.
والأحاديث الواردة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في ذلك كثيرة، منها ما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لو لم يبق من الدّنيا إلا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يخرج رجل من وُلدي، يملؤها عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً" (الفيض الكاشاني – التفسير الصافي ج3، ص358).
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد حفظه الله.