عقيدة - دين الحب |4|
دين الحب
|4|
الحب في الله
في رواية جميلة عن النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء لمكانهم من الله، فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الّذين يتحابّون بروح الله من غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطون بينهم، وإنّ على وجوههم لنور، وإنّهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا" - مستدرك الوسائل-ج١٢.
المتحابون في الله يتميزون بمحبة دائمة لا تنقطع ولا تنتهي، لأن سببها دائمٌ ومستمر وهو الله تعالى.
فهناك فرق كبير بين مَن يحبّ زوجته لخِصالها الجميلة.. وبين مَن يحبّها لأنها وسيلته للارتقاء الروحي وعونه في التكامل الأخلاقي!
ومحبة الأبناء أيضا، تختلف كثيرًا بين من يحبهم لنفسه، لأنسه بهم، وتفاخره أمام الناس.. وبين من يحبّهم لأنهم نعمة إلهية، وتجلٍّ لجمال الله وجوده ولطفه!
وكذلك محبة الإخوان: فكم من صداقات وعلاقات انتهت عند أول اختبار.. وكم من إخوانٍ ساروا معًا ومضوا معًا شهداء على طريق ذات الشوكة !
والمعيار في تحديد مصير كل تلك العلاقات، مدى خلوصها لله وشدة حضور الله فيها.
هذا الشعور من الحب في الله إن اعتمدناه تجاه كل الكائنات، حتى الحجارة والشجر، سيخلق طمأنينة وأنسًا عظيمين، وحالة ارتباط مع الله لا توصف!
مصدر الرواية: مستدرك الوسائل - ج.12 - ص.224.