عقيدة - "محاربة الطاغوت" وعبادة الله مسار واحد |2|

"محاربة الطاغوت" وعبادة الله مسار واحد
|2|

لا تقولوا: «إن الدين يجهّز الناس بالعقيدة الصحيحة ثمّ يأخذ بأيديهم إلى الله!» أو هل الدين أمر خياليّ موهوم؟ فلنكن واقعيّين! ليس بإمكان نبيّ أن يوصل الناس إلى الله من دون "مواجهة الطاغوت" و "القضاء على الاستضعاف" و "الصراع مع الاستكبار". إن تصدّي الدين للقضايا الاجتماعية أمر واضح جدًّا.

يقوى المستضعفون في آخر الزمان، ولكن كيف؟ كيف يرثون الأرض؟ هل أنهم سيرثون الأرض في ذروة ضعفهم ومن دون أن يكتسبوا أيّ لياقة أو قوّة؟! أو هل يعقل ذلك؟ أن يرث المستضعفون الأرض، يعني أنهم يتركون استضعافهم، أي يصبحون أقوياء! فليس من المقدّر أن يأتي إمام قويّ مع 313 قائد قوي ليتولّوا جمهورًا ضعيفًا. فإن هذا لا يمثّل تصوّرًا صحيحًا عن القضيّة المهدويّة والظهور.

يجب أن يكون نمط حياتنا بحيث نصبح أناسًا أقوياء. لا بدّ أن يقوى المستضعفون روحيًّا وفكريّا وثقافيّا واقتصاديّاً. إن مشروع "الخروج من الاستضعاف" في ساحة الاقتصاد الآن هو سياسة "الاقتصاد المقاوم". الاقتصاد المقاوم يقول: يجب أن يقوى المجتمع اقتصاديًّا بحيث لا تلحق به صدمات.

ليس الاقتصاد المقاوم شعارًا قيميًّا، بل هو أمر عقلاني، ومقتضى التنافس في ساحة المباراة مع القوى الاقتصادية المستقلّة في العالم! فلا يمكن أن نقوى إلا إذا كنّا مستقلّين! والبلدان المستقلّة والقويّة في العالم كلّها تحظى بالاقتصاد المقاوم!
الشيخ عليرضا بناهيان.