عقيدة - إيثار عباسي
إيثار عباسي
من المفاهيم الأخلاقية التي لها الأثر الأكبر في مسار الإنسان الأخلاقي وسيره إلى الله تعالى والتي تنمُّ عن تربية روحية عالية هو التحلي بصفة الإيثار في التعامل العام مع البشرية بل مع المخلوقات ككل.
وهذه الصفة الحميدة نابعة من مجموعة فضائل ولاغية لمجموعة رذائل، فهي نابعة من فضيلة الشجاعة والتواضع والعفاف والسخاء والأُلفة والمحبة وغيرها، ولاغية لرذيلة الجبن والتكبر والشهوة والبخل والانفراد والبغض وغيرها.
فلو لم يكن المُؤْثِر شجاعاً لما آثر غيره عليه، ولو لم يكن متواضعاً لما قدَّم غيره على نفسه، ولو لم يكن سخياً لما فضَّل غيره عليه وهكذا باقي الصفات.
وكيف لمن كان والده علي وأمه أم البنين أن لا يتمتع بهذه الصفة الحميدة فهو قد ورث منهما خصلة الفداء والتضحية والإيثار حتى كانت نفسه وروحه فداء لأخيه وإمام زمانه الإمام الحسين عليه السلام .
آثر أخاه كما فعل أباه حينما بات في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وورث العباس هذا النوع من الإيثار والوفاء من أمه أم البنين ففي قولها لبشر بن حذلم: " أخبرني عن الحسين " فهذه الكلمة ليس لها مثيل في عالم الإيثار فقد تركت السؤال عن أولادها وسألت عن إمام زمانها الإمام الحسين عليه السلام وهذا أكبر دليل على أنها أرضعت أولادها الأربعة حب وطاعة أهل البيت عليهم وفدائهم بأنفسهم .
يا نفس من بعد الحسين هوني.
والتي باتت شعار قول وفعل في كل زمان ومكان تلبية ونصرة لإمام الزمان.