ديننا
ومن يتوكل على الله فهو حسبه
|2|
في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "أوحى الله إلى داود عليه السلام: ما اعتصم بي عبدٌ من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيّته، ثمّ تكيدُه السَّماوات والأرض، ومن فيهنّ، إلَّا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحدٍ من خلقي، عرفت ذلك من نيّته، إلّا قطعت أسباب السَّماوات من يديه، وأسخت الأرض من تحته، ولم أبالِ بأيّ وادٍ هلك" بحار الأنوار، ج 14، ص 41
فكيف يكون التوكل؟
ليس معنى التَّوكُّل إغفال الأسباب والوسائل الباعثة على تحقيق المنافع، ودرء المضارّ، وأن يقف المرء إزاء الأحداث والأزمات مكتوف اليدين.
إنّما التَّوكُّل هو: الثِّقة بالله عزَّ وجلَّ، والركون إليه، والتَّوكُّل عليه دون غيره من سائر الخلق والأسباب، باعتبار أنّه تعالى هو مصدر الخير، ومسبّب الأسباب، وأنّه وحده المُصرّف لأمور العباد، والقادر على إنجاح غاياتهم ومآربهم.
فالاعتماد التَّامّ على الأسباب والوسائل وحدها، يعد نوع من الشِّرك الناتج عن ضعف الإيمان، والثِّقة بالله تعالى.
لكن الله عزَّ وجلَّ أبى أن تجري الأمور إلّا بأسبابها، فلا بدّ من الأخذ بأسباب الحياة والالتزام بقوانينها، ثمّ نتوكّل على الله تعالى، ونطلب منه أن يمدّنا بالتَّوفيق والعناية والعطاء الغيبيّ.
وآية ذلك أنّ أعرابيَّاً أهمل عقل بعيره، متوكّلاً على الله في حفظه، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم له: "أعقل وتوكّل" ابن أبي جمهور الاحسائيّ، عوالي اللآلي.