ديننا
ومن يتوكل على الله فهو حسبه
|3|
صور ومدارج التَّوكُّل:
النَّاس يتفاوتون في مدارج التَّوكُّل تفاوتاً كبيراً، كتفاوتهم في درجات إيمانهم، فمنهم السبّاقون والمجلّون في مجالات التَّوكُّل، المنقطعون إلى الله تعالى، والمعرضون عمّن سواه، وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ومن دار في فَلكهم من الأولياء.
ومن أروع صور التَّوكُّل وأسماها ما رويّ عن نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام حيث إنّه: "أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة عند نهر كُوثَى من قرية قطنَانَا، وأوقد النَّار فعجزوا عن رمي إبراهيم، فعمل لهم إبليس المنجنيق فرمي به فتلقّاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة، فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النَّار فإنَّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد، وأتاه ملك الرِّيح فقال: لو شئت طيّرت النَّار، قال: لا أريد، فقال: جبرئيل فاسأل الله، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي". بحار الأنوار، ج 68، ص 129.