المبصرون لا يظلمون
|1|
لمَّا كانَ الظُّلمُ والعُدوانُ مُنافِيَينِ للعدْلِ والحقِّ الذي اتَّصفَ بهِ الملِكُ الديَّانُ، ومنافِيَينِ للميزانِ، الذي قامتْ بهِ الأرضُ والسماواتُ، وحُكِمَ بهِ قِسطاً وعدلاً بيْنَ جميعِ المخلوقاتِ، كانَ الظُّلمُ والعُدوانُ عندَ اللهِ تعالى مِنْ أكبرِ الكبائرِ والمُوبقاتِ، وكانتْ درَجتُهُ فِي الجُرْمِ والإثمِ بحسبِ مفسدتِهِ في الأفرادِ والأمم.
ولأنّ الرسالات الإلهية ترى في العدل أسمَى غايةٍ، وأشرف وسيلةٍ، وأعظم طُلبةٍ، وخير ما حُفِظَتْ بهِ المكانَةُ، ونِيْلتْ بهِ العزةُ والكرامةُ، وبَقيتْ بهِ الديارُ ودامَ الأمانُ والاستقرارُ، وتريد له (العدل) أن يشمل كل ميادين الحياة تحقيقاً للسعادةِ في الدارين، لذلك أخبر الأنبياء صلوات الله عليهم عن الله تعالَى أنه جعلَ الظلم بينَ عبادِه مُحرَّماً.
تعريف الظلم
قال الجوهري: "ظلمه يظلمه ظلم ومظلمة، وأصله وضع الشيء في غير موضعه".
وفي المثل "من استرعى الذئب فقد ظلم" ولأجل ذلك يُعد العدول عن الطريق ظلماً، يقال: "لزموا الطريق فلم يظلموه" أي لم يعدلوا عنه. / لسان العرب.
الظلم في الاصطلاح:
الظلم هو: التصرّف في حقّ الغير بغير حقّ، أو مجاوزة الحق. وقيل: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والتصرّف في حقّ الغير، ومجاوزة حدّ الشارع.
..يتبع
مفهوم الظلم