المبصرون لا يظلِمون
|3|
أنواع الظلم
الظلم كلمة عامة يحملها الناس على محمل ونوع واحد، لكن المتدبّر منهم يعلم أنّ الظلم ثلاثة أنواع، وهو بحسب من يقع عليه:
▪ ︎ظلم العبد لربّه
▪︎ ظلم الإنسان نفسه
▪︎ ظلم العبد لغيره
ظلم العبد لربّه:
بأن يُشرك به، فيجعل العبد لله ندّاً وهو خلقه، قال عزّ وجلّ حكاية عن لقمان عليه السلام، وهو يعظ ابنه: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ لقمان/13.
ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام قال: "حقّ الله الأكبر علينا أن نعبده لا نشرك به شيئاً" ، "فإن نحن لم نراع هذا الحقّ واخترنا غيره معبوداً كالهوى مثلاً وفقاً لقوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ الفرقان/43، فإنّ اختيارنا هذا هو بمثابة التجاوز على حقّ الله تعالى والظلم له، وهو ظلم عظيم للغاية، ذلك أنّه كلّما كان الطرف المقابل أعظم شأناً وحقّه أكبر فإنّ الظلم الناجم من عدم مراعاتنا لحقّه يكون أعظم وأخطر.
ومن هنا نستنتج أنّ للظلم مراتبَ مختلفةً. فهل يوجد من هو أعظم من الله جلّ شأنه يا ترى؟ وهل من حقّ هو أكبر من حقّ الله ؟
ومن الثابت أن عظمة كل عمل بعظمة أثره، وعظمة المعصية بعظمة المعصي، فإنّ مؤاخذة العظيم عظيمة، فمن أشرك بالله أو عدل به غيره أو اتخذ له سبحانه ندّاً، فقد ارتكب الظلم الأعظم، وخلع ربقة الإسلام من عنقه، و ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ الحج/11.
..يتبع
أنواع الظلم- ظلم الإنسان نفسه-