المبصرون لا يظلمون
|7|
عاقبة الظلم
إنّ المتتبّع يعلم أنّ هذه الأمور لا تكاد تخرج مظالم العباد عنها، ومردّها كلها للنوع الثالث من أنواع الظلم القبيح والفسق الصريح، الذي يربأ عنه عدول المؤمنين، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى منها أشد التحذير فقال في محكم كتابه: ﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ الأنعام /135، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ القصص/50 .
وقال عزّ من قائل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾ ابراهيم/42 .
وقال تبارك وتعالى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ غافر/18 .
وقال عزّ وجلّ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ الشعراء/227 إلى الكثير الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي توعّد الله بها الظالمين بطردهم من ساحة رحمته، وإحباط أعمالهم، وبالعقاب العظيم في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرةـ.
وقد بيّن النبي الأكرم والأئمة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام أن لأنواع الظلم في دار الدنيا آثاراً مشينة، وعواقب وخيمة، ونتائج مدمرة للفرد والمجتمع مضافاً للخزي والندامة في الدار الآخرة، وبيان ذلك فيما رواه الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام.. قال: قال رسول الله .
صلى الله عليه وآله وسلّم: "إتقوا الظلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة" وسائل الشيعة/ج16.
وورد في نهج البلاغة عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أقسم قائلاً: "والله لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّداً، وأجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام. وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثّرى حلولها"، وقال عليه السلام: "من خاف القصاص كفّ عن ظلم الناس" - وسائل الشيعة/ج16.
وقال أبو بصير: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "من أكل من مال أخيه ظلماً، ولم يردّه إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة" - وسائل الشيعة/ج16.