إفشاء سر الرسل
|5|
" البشارة " هي إخبار الرجل خبرًا سارا يبسط أسارير وجهه.
واستعمال هذه الكلمة في الإخبار بالعذاب في الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (21) وفي غيرها إنما هو نوع من التهديد والاستهزاء بأفكار المذنبين.
وهذا أشبه بما هو متداول بيننا اليوم، إذ نقول - مستهزئين - لمن أساء الفعل: حسنًا، سوف نكافؤك على ذلك.
ورد في حديث عن أبي عبيدة الجراح أنه قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أي الناس أشد عذابًا في الآخرة؟ فقال: رجل قتل نبيًا أو رجلًا أمر بالمعروف أو نهى عن منكر ثم قرأ {ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}
ثم قال:
يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيًا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلًا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعًا من آخر النهار في ذلك اليوم، وهو الذي ذكره الله تعالى: فبشرهم بعذاب إليهم .
الأمثل في تفسير القرآن/ناصر مكارم الشيرازي.