فروع الهندسة المدنية في القرآن الكريم - المباني السكنية
هدى للناس
فروع الهندسة المدنية في القرآن الكريم
المباني السكنية
وهي المنشآت المعدّة بالدرجة الأساس لسكن الإنسان. وقدتعددت الألفاظ القرآنية التي تعبر عن هذه المباني، إلا أن أكثرها وروداً ألفاظ(البيت)، (المسكن) و(الدار).
ومن الملفت للانتباه استعمال ألفاظ البيت والدار والمسكن،للتعبير عن محل إقامة المسلم والكافر على حد سواء، فالآيات مثل: {وَمَنْ يَخْرُجْمِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: 100] و{ لَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} [الممتحنة: 8] و{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُسَكَنْتُمْ} [الطلاق: 6] تتحدث عن مبانٍ يشغلها أناس مسلمون.
أما الآيات مثل: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْخَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [ النمل: 52] و{سَأُرِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ}[الأعراف:145] و{ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّاقَلِيلًا} [القصص:58]، فتتحدّث عن مبانٍ كان يقطنها الكفار.
ولعل في هذا الضرب من المساواة بغض النظر عن العقيدة إشارةإلى حق من حقوق الإنسان وهو: أنّ لكل إنسان الحق في امتلاك الوطن الصغير الذي يضمهوعائلته.
أما الأشياء غير المشتركة بين الآيات الحاوية على تلكالألفاظ اختصاص لفظ الدار بالإنسان دون غيره بخلاف لفظ البيت والمسكن الذين تعدّتملكيتهما إلى مخلوقات أخرى كالنحل {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِاتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل:68]، والنمل {يَا أَيُّهَا النَّمْلُادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [ النمل:18].
ولعل السر في ذلك اشتراط وجود الحائط الذي يدور حولها حتىتدعى بالدار، بينما لا يشترط ذلك في البيت والمسكن.
يتبع..
(م: دارالسيدة رقية للقرآن الكريم)