قصة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْرَاً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنينَ وَإِرصَاداً لِمَنْ حَارِبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَآ إِلاََّالْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاَذِبُونَ"|التوبة107|
تتحدث الآيات أعلاه عن جماعة من المنافقين الذين أقدموا ـ من أجل تحقيق أهدافهم المشؤومة ـ على بناء مسجد في المدينة، عرف فيما بعد بـ(مسجد الضرار).
وخلاصة القضية ـ كما تستفاد من التفاسيروالأحاديث المختلفة ـ أنّ جماعة من المنافقين أتوا إِلى النّبي(صلّى الله عليه وآله) وطلبوا منه أن يسمح لهم ببناء مسجد في حي بني سليم ـ قرب مسجد قبا ـ حتى يصلي فيه العاجزون والمرضى والشيوخ، وكذلك ليصلي فيه جماعة من الناس الذين لايستطيعون أن يحضروا مسجد قبا في الأيّام الممطرة،... وكان ذلك في الوقت الذي كان فيه النّبي(صلّى الله عليه وآله) عازماً على التوجه إِلى تبوك.
فأذن لهم النّبي(صلّى الله عليه وآله)، إلاّ أنّهم لم يكتفوا بذلك، بل طلبوا منه أن يصلي فيه، فأخبرهم بأنّه عازم على السفرالآن، وعند عودته بإذن الله فسوف يأتي مسجدهم ويصلي فيه.
فلمّا رجع النّبي(صلّى الله عليه وآله) من تبوك حضروا عنده وطلبوا منه الحضور في مسجدهم والصلاة فيه، وأن يدعوا الله لهم بالبركة،...
فنزل الوحي بهذه الآيات، وكشف الستار عن أعمال هؤلاء، فأمر النّبي بحرق المسجد المذكور، وبهدم بقاياه...
[المصدر: تفسير الأمثل]