قرآناً عجباً - أضواء على سورة البقرة |2|
هدى للناس
أضواء على سورة البقرة
|2|
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
إذا كان إنذار الكافرين غير مؤثّر فيهم فلماذا بعث الله الرسول صلى الله عليه وآله على أننّا نجد أن كثيراً منهم قد نفعهم الإنذار فآمنوا بالرسول؟
يكفي في فائدة بعث الرسول صلى الله عليه وآله إقامة الحجة لله على الناس أو تأكيدها كما قال تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَث رسولاً)، والمقصود من هؤلاء المذكورين في الآية الكريمة هم خصوص المعاندين للرسول صلى الله عليه وآله رغم قيام الحجة عليهم، لا كلّ الكافرين، ولعلّ التعبير بالفعل الماضي يشير إلى حدوث كفرهم عند دعوة الرسول صلى الله عليه وآله لهم وإقامة الحجة عليهم ليكون المقصود من الكفر هنا رفض نداء الإسلام، ولا يشمل الذين لم يصلهم بعدُ هذا النداء، واستجابوا له عندما وصلهم فيما بعد.
(خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ) (7).
إذا كان الله قد ختم على قلوبهم فكيف يذمّهم ويعذّبهم على كفرهم؟
إنّ الختم لم يكن ابتدائياً، وإنّما جاء بعد جحودهم وكفرهم رغم قيام الحجة عليهم، كما قال تعالى: (وَقولـهمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً). حيث احتجوا بأن عدم إيمانهم بسبب رفض قلوبهم وعقولـهم وعدم استجابتها للإيمان. فردّ عليهم بأن لعنة الله تعالى وسلب توفيقهم بسبب كفرهم ـ باختيارهم ـ للخضوع للحق والإيمان به.