قرآناً عجباً - أضواء على سورة البقرة |3|
هدى للناس
أضواء على سورة
البقرة
|3|
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) - آية 34.
1. كيف يوصف إبليس بالكفر مع أنه لم ينكر وجود الله أو يشرك به أحداً؟
الكفر في اللغة التغطية، قال الأزهري في لسان العرب: (..إن الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر أي ذو تغطية لقلبه بكفره، كما يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطّاه السلاح).
وعلى هذا فيمكن أن يكون كفره باعتبار أن موقفه تابع للمكابرة والتحدي لله، وإنكار علمه تعالى بحقائق الأمور ومراتب عباده، فرغم أنه تعالى أمره بالسجود لآدم إلاّ أنه ردّ بقولـه (أنا خير منه)، فلم يكن موقفه مجرد معصية، بل كان تحدياً ورفضاً لعلم الباري أو حكمته فيكون كافراً.
2. كيف يفسّر سجود الملائكة لآدم مع أنّ السجود لا يكون لغير الله؟
قد يكون السجود هنا بمعناه اللغوي وهو الخضوع والإقرار بفضله عليهم وهو ما رفضه إبليس تكبراً وجهلاً، وليس هو السجود المعبّر عن العبادة للمسجود له.