جهنم تتحرك

جهنم تتحرك

(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚيَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ)

[الفجر 23]

ما نستنبطه من الآية، أنّ جهنم قابلة للحركة،فتقرب للمجرمين، كما هو حال حركة الجنّة للمتقين: (واُزلفت الجنّة للمتقين).

 وما المانع في تحرك كلّ من الجنّة والنّار في ذلك اليوم؟ فحقائق عالم القيامة لا يمكن فهمها وتصورها بشكل دقيق لمحدودية عالمنا أمام ذلك العالم من جهة؟ ولاختلاف القوانين والسنن التي تحكم ذلك العالم من جهة اُخرى.

 وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «جاء جبرائيل(عليه السلام) فأقرأني (وجيء يومئذ بجهنّم). قال: فقلت: كيف يجاء بهم؟ قال: يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثمّ أتعرض لجهنم [أي أتصدّى لها وأطلبها أواجهها] فتقول: ما لي ولك يا محمّد، فقد حرّم اللّه لحمك عليَّ، فلا يبقى أحد إلاّ قال: نفسي نفسي، وإنّ محمّداً يقول: ربِّ أُمّتي أُمّتي».

نعم، فحينما يرى المذنب كلّ تلك الحوادث تهتز فرائصه ويتزلزل رعباً، فيستيقظ من غفلته ويعيش حالة الهمّ والغمّ، ويتحسر على كلّ لحظة مرّت من حياته بعدما يرى ما قدّمت يداه، ولكن... هل للحسرة حينها من فائدة؟؟

""""""""""""""""""""""""""""

/المصدر: تفسير الأمثل المعجم الوسيط/