هدى للناس - أضواء على سورة البقرة |4|
هدى للناس
أضواء على سورة البقرة
|4|
( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمَُ) - آية 37.
1.ما هي الكلمات التي تلقّاها آدم؟
اختلفت النصوص في تحديدها،
1) فبعضها تضمنت التسبيح ومناجاة الله تعالى، مثل (اللهم لا إله إلاّ أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك خير الغافرين)،
2) وفي بعض النصوص أنّه توسل لله سبحانه بالنبي محمّد وآله صلوات الله عليهم.
وإذا كان النهي عن أكل الشجرة إرشادياً فما معنى التوبة من مخالفته وما هو أثرها على آدم؟
لتوبة في اللغة الرجوع، وبما أن الأكل من الشجرة لم يكن منسجماً مع حقّ الله تعالى وفضله على آدم، فكأنه أبعده عن ربّه، فتكون توبته رجوعاً منه لله تعالى حيث استحق بذلك قربه وفضله، فاجتباه ( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) [طه:122] واصطفاه ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين) [آلعمران: 33]، وقد استعملت التوبة في القرآن الكريم بهذا المعنى في موارد عديدة منها: قولـه تعالى: ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 117].
فإن التوبة هنا ليست بمعنى غفران الذنب، إذ لم يصدر منه ذنب آنذاك، وإنما هو شمولهم بفضله ورحمته برفع كربتهم. والله العالم .