www.tasneem-lb.net

قرآن

هدى للناس - أضواء على سورة البقرة |9| (الأخيرة )

هدى للناس

 أضواء على سورة البقرة

|9| (الأخيرة )

 

(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْأَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)- آية (286).

كيف ينسجم قولـه (وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَابِهِ) مع حكم العقل باستحالة التكليف بما لا يطاق؟

ليس المقصود ما يستحيل تحمّله لأن صدر الآية شاهد على عدم التكليف به، بل المقصود ما فيه مشقّة كبيرة حيث قد يضعف أمامها الإنسان، واستعمال اللفظ بهذا المعنى شائع في النصوص وفي الاستعمالات العرفية المتداولة، كما تقول لا أطيق تحمّل الألم، ولا أُطيق الحرّ أو البرد.

وكأن الآية تشير إلى طلبهم من الله سبحانه أن لا يكلّفهم بما لا ينسجم مع ظروفهم ووضعهم كي لا ينهاروا أمام مشقته فيرتكبوا المعصية لضعفهم، وكم شاهدنا أُناساً مؤمنين قضوا فترةً طويلة من حياتهم في طاعة الله، لكنّهم انهاروا في مواجهة ظروف معيّنة لم يحصّنوا أنفسهم ولم يتهيؤوا لمواجهتها من قبل، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يتهيأ لمواجهة الفتن المتنوعة، لأنه لا يعرف نصيبه منها، ولا يغتر بصموده ونجاحه في تحمّل محنة معيّنة، بل يسأل الله ـ بدلاً عن ذلك ـ أن لا يُحمّله ما يضعف عن حمله، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين أبداً، مع خلوص النيّة وصدق التوكّل.

ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد