قرآناً عجباً - أضواء على سورة آل عمران |3|
هدى للناس
أضواء على سورة آل عمران
|3|
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ..) آية 55.
• كيف تنسجم هذه الآية مع ما هو معروف بين المسلمين من أنّ عيسى عليه السلام حيّ ولم يمت بعد.
أشار القرآن الكريم وأكدت النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء ولم يمت، مما يشهد أن الوفاة هنا ليست بمعنى الموت، بل قد تكون بمعنى الاستيفاء ويكون قولـه: (رَافِعُكَ) بياناً لكيفية الاستيفاء.
• أو تكون هذه الوفاة نظير وفاة النائم كما في قولـه تعالى في سورة الأنعام : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَار) وإلاّ فلو كان المسلمون قد فهموا من الآية الموت لسألوا الرسول صلى الله عليه وآله عن التوفيق بين الأمرين، وتناقله الرواة، لأهميته ومعايشة المسلمين للنصارى.
ومما يشهد بأنّ الوفاة هنا ليست بمعنى الموت ما أكدته الآية الكريمة نفسها من رفع عيسى عليه السلام إلى السماء (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ).
• وأجاب البعض أن الوفاة هي الموت الذي سوف يصيب عيسى عليه السلام بعد نزوله إلى الأرض مع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولا يضّر تقديمه على الرفع في قولـه: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) لأن الواو لا تدلّ على الترتيب كما نصّ عليه علماء العربية.
لكن هذا الجواب لا ينسجم مع قولـه تعالى ـ حكايةً عن الحوار بين الله تعالى وعيسى يوم القيامة: (وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) حيث يبدو أن الوفاة المذكورة مقترنة برفعه إلى السماء لا موته بعد ذلك.