قرآناً عجباً - أضواء على سورة الحج |1|
هدى للناس
أضواء على سورة الحج
|1|
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ...) - آية 2-
لماذا قال: (مُرْضِعَةٍ) ولم يقل (مرضع) مع أنه من مختصات النساء، فلا يحتاج لتاء التأنيث، نظير (حامل).
المرضع ـ كما ذكر علماء اللغة ـ هي المرأة التي لها صبّي في دور الرضاعة ويرتضع منها عادةً، وإن لم تكن مشغولة برضاعته. و(المرضعة) تطلق على المرأة المشغولة برضاعة الصبي، حيث تتأجّج لديها عاطفة الاُمومة أكثر حين رضاعتها. فكأن الآية بصدد بيان أنّ أهوال يوم القيامة تُذهل المرضعة حين رضاعتها عن طفلها رغم شدّة تعلّقها به آنذاك.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرض وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) - آية 18.
كيف يكون سجود من لا يعقل من خلال الخضوع التكويني والانقياد الذاتي لله تعالى فيما يريد، بينما سجود العقلاء اختياري وإرادي.