إضاءات قرآنية
إضاءات قرآنية
من سورة الملك
الحلقة 3
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِنْ فُطُورٍ)|3|
تتناول هذه الآية النظام الكلّي للعالم، وتدعوالإنسان إلى التأمّل في عالم الوجود، والتهيّؤ لمخاض الإمتحان الكبير عن طريق التدبّر في آيات هذا الكون العظيم،
(طباقاً) : تعني أنّ السموات السبع، كل منها فوق الاُخرى، إذ أنّ معنى (المطابقة) في الأصل هو الشيء فوق شيء آخر.
(السموات السبع) ويمكن اعتبارها إشارة إلى الكرات السبع للمنظومة الشمسية،والتي يمكن رؤيتها، أمّا إذا اعتبرنا أنّ جميع ما نراه من النجوم الثابتة والسيارة ضمن السماء الاُولى، فيتّضح لنا أنّ هنالك عوالم اُخرى في المراحل العليا، حيث أنّ كلّ واحد منها يكون فوق بعض «فطور» من مادّة (فطر)، وأتت هنا بمعنى الكسر (كإفطار الصيام) والخلل والإفساد.
ويقصد بذلك أنّ الإنسان كلّما دقّق وتدبّر في عالم الخلق والوجود، فإنّه لا يستطيع أن يرى أي خلل أو اضطراب فيه. وعالم الوجود بكلّ ما يحيطه من العظمة ـ قائم وفق نظام مستحكم، وقوانين منسجمة، ومقادير محسوبة،ودقّة متناهية، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدّى إلى دماره وفنائه.
[م.تفسيرالأمثل]