إضاءات قرآنية
إضاءات قرآنية
من سورة الملك
الحلقة |5|
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِىَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
«شهيق» في الأصل تعني الصوت القبيح والمنكر وتأتي بمعنى الأنين الطويل. وهي هنا إشارة إلى الأصوات المرعبة والمؤلمة التي تصدرها جهنم.
«تكاد تميّز من الغيظ » :
إنّ جهنم ذات حرارة هائلة جدّاً ونار حارقة مزمجرة، كما لو وضعنا إناءً كبيراً على نار محتدمة فإنّه لا يلبث أن يفور بشكل يكاد فيه أن يتلاشى ويذوب، أو كإنسانٍ يكاد أن يتفجّر من شدّة الغضب والثورة والانفعال، هكذا هو منظر جهنّم، مركز الغضب الإلهي.
ثمّ يستمرّ تعالى بقوله: ( كلّما اُلقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير).
إنّ الملائكة (خزنة جهنّم) يستغربون ويكادون أن يصعقوا لما أصابكم وما أوقعتم به أنفسكم، في مثل هذه الداهية مع الوعي الذي حباكم به الله سبحانه وما تفضّل به عليكم من نعمة الرسل الإلهيين والقادة من الأنبياء والمرسلين، فكيف اخترتم لأنفسكم مقراً كهذا.
/م: تفسير الأمثل/