قرآن - حوارات قرآنية |5|
ديننا
حوارات قرآنية
|5|
زكريا عليه السلام مع الله عز وجل
لما سمع زكريا عليه السلام بشارة الملائكة، غرق فرحاً وسروراً، ولم يمتلك نفسه في إخفاء تعجبّه من ذلك
قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ، (آل عمران- 40).
فأجابه الله تعالى
قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (آل عمران- 40).
فلما سمع زكريا هذا الجواب الموجز الذي يشير إلى نفوذ إرادته تعالى ومشيئته، قنع بذلك.
هنا يطلب زكريّا من الله إمارة على بشارته بمجيء يحيى.
قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً، (آل عمران- 41).
إنَّما كان يريد زكريّا أن يتحوّل إيمانه بهذا إيماناً شهودياً.
كان يريد أن يمتليء قلبه بالإطمئنان.
أجاب الله طلب زكريّا هذا أيضاً، وعيَّن له علامة، ويأتيه الجواب أن علامة الحمل أنك لا تستطيع أن تتكلم إلا بلغة الإشارة فإذا أصبت بذلك فاعلم بقدوم المولود وتكوينه.
قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً، (آل عمران- 41).
وأوصاه أن يبقى على ذكر من ربه كثيرًا وينزهه قبل الغروب وعند البكور، منذ أن يطلع الفجر وما بعده إلى الضحى.
وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، (آل عمران- 41).